مساحة إعلانية
الشاعر المصرىّ والأديب المتميز فى عصر الدولة الأيوبية ، وصفه الصفدى بأنه من النقّاد الكَـمَـلَـة ، شاعر عاش عن قرب مع صلاح الدين الأيوبى وشاهد بطولاته فانفعل بها وراح يعبر عنها ، وله آثار عملية أدبية منها " روح الحيوان " وهو تلخيص لكتاب " الحيوان "للجاحظ ، و صاحب كتاب " دار الطراز فى عمل الموشحات " ، ومؤلف كتاب "ديوان ابن سناء الملك "
هو أبو القاسم هبة الله بن جعفر بن سناء الملك الشهير بابن سناء الملك ، المولود فى منتصف القرن السادس الهجرىّ ( 550 هـ)، واتصل بالقاضى الفاضل وعمل معه فى ديوان الإنشاء لصلاح الدين الأيوبى ، وقد هنّأ صلاح الدين بعد أن تم له فتح حلب (بعد أن عجز عماد الدين زنكى عن الدفاع عنها ) فى عام 579 بقصيدة مدح مطولة بلغت سبعة وخمسين بيتا قال فيها ،
(ولابن أيوب دالت كلُّ مملكة …بالصفْح والصلح أو بالحرْب والحرَبِ) ، و ( من لو أبَـى الفَلَكُ الدوّار طاعتَه … لصيَّر الرأسَ منه موضع الذنَبِ)
و أغراض شعره تتناول (الشعر والموشح والترسل والتأليف) ، وخصائص شعره - فى ضوء النسق الثقافى للعصر الذى عاشه - فيه الملامح الدالة على تكوينه الثقافى ، وأيضا علاقته بأستاذه القاضى الفاضل (وكان صاحب طريقة فى الكتابة)، تلك هى الفنون التى خاض فيها ، ومن حيث المحتوى الفنى ، فقد أجمع النقاد على أن شعره ينتظمه اتجاهان رئيسيان: الاتجاه الشعرى الجاد، ويأتى فى مقدمته شعره فى المديح ، الذى كان يحب أن تعرفه به الناس ، ويغلب على هذا الاتجاه طابع الالتزام والجد، نظرا لطبيعة الموضوعات التى يخوض فيها، فى ذلك العصر ، والاتجاه الثانى هو اتجاه شعره اللاهى ، فى الغزل - على سبيل المثال - وفى متفرقات عارضة من الشعر الذى يساق عفو الخاطر أو يساق بداهة ، ويتسم برقّة المشاعر وروح السخرية ، ويغلب عليه عذوبة اللفظ ، وكان ابن سناء الملك شغوفا بالكثافة البديعية ، من خلال التوسل بالبديع ، وعلى الأخص بالجناس اللفظى ، و فى غوصه و البحث عن المعانى باستجلاب الصور الطريفة والغريبة، والأوزان الخفيفة الرشيقة ( و نشير إلى أن الشاعر "أبو تمام " قد بدأ هذا الاتجاه فى القرن الثالث الهجرى ، لكنه اكتمل ونضج على يد ابن سناء الملك )، كذلك وصفه الشاعر الكبير ابن سعيد المغربى - فى كتابه الـمُغرِب ( الذى كان يتحدث فيه عن الغرابة ) - بأنه من أكبر شعراء الموشحات فى ذلك العصر ،
أما عن اسمه ولقبه وكنيته ، فلقب القاضى ، اكتسبه - على الأغلب - من الكتابة فى دار الإنشاء( الذى أصبح رئيسا له)، فقد جرت العادة - حينذاك - على أن لقب "القاضى " كان يُطلق على كل صاحب قلم ،(فليس المقصود "قاضى المحكمة") فهو لقب فى عصره، أما لماذا نُعت بالسعيد ، فلكونه ينحدر من بيت جاه وعلم لأسرة من الكبراء ، أو تيمّنا أو تشريفا وتمييزا ، أما " ابن سناء الملك" فهو لقب جدّه (الذى كان واحدا رجالات الدولة الفاطمية الكبار )
وتوفى ابن سناء الملك فى القاهرة فى عام 608هـ عن 58 عاما
