مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (أكتوبر الملحمة والنصر)

2025-10-25 21:00:18 - 
ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (أكتوبر الملحمة والنصر)
ياسر القاضي

ستظل حرب أكتوبر 1973،  العاشر من رمضان، حدثًا محوريًا في التاريخ العسكري والسياسي الحديث، حيث مثلت لحظة تحول جذرية في الصراع العربي الإسرائيلي. لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت إعادة تشكيل للكرامة واستردادًا للإرادة، وكانت نتائجها بعيدة المدى، مما مهد الطريق لمسار السلام في المنطقة، في السادس من أكتوبر عام 1973، الموافق العاشر من رمضان لعام 1393 هـ، انطلقت شرارة النصر التي غيّرت مجري التاريخ الحديث، حينما خاضت مصر وسوريا حربًا شاملة ضد العدو الإسرائيلي لتحرير الأراضي العربية المحتلة بعد نكسة عام 1967. كانت تلك الحرب أروع أمجاد الأمة العربية، حيث استعاد فيها الجيش المصري كبرياء الوطن، وأثبت أن العقيدة والإيمان أقوي من السلاح، في تمام الساعة الثانية ظهرًا من ذلك اليوم المبارك، بدأت الطائرات المصرية طلعاتها الجوية، فدكت مواقع العدو في عمق سيناء. وفي اللحظة نفسها، تقدمت قوات المشاة المصرية نحو قناة السويس، ورفرفت رايات النصر علي الضفة الشرقية بعد أن تم عبور القناة في عملية عسكرية مذهلة أُطلق عليها اسم عملية بدر، كان العدو الإسرائيلي قد بني علي الضفة الشرقية للقناة ما يُعرف بـ خط بارليف، وهو سلسلة من التحصينات القوية، ادّعي العدو أنها “لا تُقهر”. لكن الجندي المصري، بعزيمته وإبداعه، استخدم خراطيم المياه لتفتيت الساتر الترابي الضخم، في ابتكار عبقري فاق توقعات الخبراء العسكريين في العالم.
وبذلك تم فتح ثماني عشرة ثغرة في الخط خلال ساعات قليلة، وعبر أكثر من ثمانين ألف جندي مصري القناة تحت حماية نيران المدفعية والصواريخ.
أظهر الجنود المصريون شجاعة وبسالة منقطعة النظير، وسُطرت قصص البطولة في سجلات التاريخ. فقد حطم أبطال سلاح الدفاع الجوي أسطورة “الطيران الإسرائيلي الذي لا يُقهر”، بإسقاط مئات الطائرات المعادية. كما نجح سلاح المهندسين في مدّ الكباري فوق القناة بسرعة غير مسبوقة، مكّنَت الآلاف من الجنود والدبابات من العبور إلي سيناء، لم يكن النصر مصريًا فقط، بل عربيًا جامعًا. فقد شاركت سوريا علي الجبهة الشمالية لتحرير هضبة الجولان، وقدّمت الدول العربية الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي، خصوصًا عندما استخدمت الدول النفطية سلاح البترول للضغط علي الدول الكبري الداعمة لإسرائيل، مما أجبر العالم علي إعادة النظر في مواقفه، انتهت الحرب بتثبيت مبدأ جديد هو أن إسرائيل ليست قوة لا تُقهر، وأن السلام لا يُنتزع إلا بالقوة والكرامة.
hyasser10@yahoo.com

مساحة إعلانية