مساحة إعلانية
الحديث عن الشفرة النوبية في حرب أكتوبر 1973 من أكثر القصص فخرًا وإثارة في التاريخ المصري الحديث، لأنها تجمع بين الهوية والبطولة والذكاء العسكري..
«خلال حرب أكتوبر، كانت هناك حاجة ملحّة لوسيلة اتصال سرّية وآمنة بين وحدات الجيش المصري، في الحروب السابقة، كانت إسرائيل تتجسس علي الاتصالات اللاسلكية وتفك الشفرات بسهولة لأنها كانت بالعربية أو بالإنجليزية، فخطرت فكرة عبقرية لأحد ضباط الجيش المصري..
● لماذا لا نستخدم اللغة النوبية كلغة شفرة لا يستطيع العدو فكها؟
تم اختيار عدد من الجنود النوبيين من مناطق مثل أسوان والنوبة، ممن يجيدون النوبية بطلاقة، وتم تدريبهم في سلاح الإشارة، أُعطوا مهمة نقل التعليمات العسكرية عبر أجهزة الاتصال اللاسلكي باللغة النوبية بدلًا من الشفرات الرقمية أو الرموز المعتادة، حتي لو التقط العدو الإشارة، لم يكن لديه أي وسيلة لفهمها، لأن اللغة النوبية ليست لغة مكتوبة رسميًا، قواعدها ومعانيها غير معروفة عالميًا، تختلف لهجاتها من منطقة لأخرى، مما جعلها شبه مستحيلة الفهم لغير أهلها..
● فاللغة النوبية هي مجموعة من اللغات القديمة التي تُتحدث في جنوب مصر وشمال السودان، خاصة في مناطق النوبة علي ضفتي نهر النيل..
● اللغة النوبية ليست لغة واحدة، بل عدة لهجات أو لغات قريبة من بعضها، أهمها: كنزية (فاديجا): تُستخدم في شمال النوبة المصرية (حول أسوان)..
● اللغة النوبية تنتمي إلي عائلة اللغات النيلية الصحراوية، وهي من أقدم اللغات في وادي النيل، كانت تُكتب قديماً بالحروف المروية (اللغة المروية القديمة)، ثم بالحروف اليونانية مع بعض الرموز الخاصة خلال العصر المسيحي النوبي (من القرن 6م إلي 14م)..
● في العصر الحديث، لا توجد كتابة موحدة رسمية للغة النوبية، لكن هناك محاولات حديثة لكتابتها بالحروف اللاتينية أو العربية.. يتحدث بها اليوم مئات الآلاف من النوبيين في مصر والسودان، كثير من النوبيين اليوم ثنائيي اللغة (نوبية + عربية)، هناك جهود لإحياء اللغة، مثل تعليمها للأطفال وحفظ الأغاني والحكايات الشعبية بها..