مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

سيد طنطاوي يكتب:البكالوريا والثانوية وحكمة البزاوي

2025-01-19 06:28:52 -  تحديث:  2025-01-19 06:32:54 - 
سيد طنطاوي يكتب:البكالوريا والثانوية وحكمة البزاوي
سيد طنطاوي

كل وزير تعليم جديد في مصر، يظن أنه سيدعك الفانوس السحري ويحل مشاكل الثانوية العامة دون أن يقدم شيئًا مختلفًا عن سابقيه، إذ تعددت نماذج الحل والأزمة مستمرة.
مؤخرًا خرج علينا محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني مُقدمًا نموذج البكالوريا لحل مشاكل الثانوية العامة، ورغم أنه ليس إلا محاولة تباديل وتوافيق بين المواد دون الاقتراب من المحتوى الأصلي، كإقرار مادة وإلغاء أخرى، وإضافة مادة للمجموع ورفع أخرى وهكذا دواليك.
الغريب أن الوزير قرر تطبيق النظام من العام الدراسى المقبل على طلاب الصف الأول الثانوي العام الذين يدرسون حاليًا فى الصف الثالث الإعدادي، في حين أن النظام في الأساس وحسب التصريحات الرسمية لا يزال في مرحلة الحوار المجتمعي فهل لو وجد الوزير رفضًا له وعدم وجود إمكانية لتنفيذه سيطبقه؟
المثير في محاولات الدكتور محمد عبداللطيف ومنها البكالوريا أنها في أصلها مخالفة للقانون، أي أنه قبل الدخول في تفاصيلها فإن تسميتها اسمًا أجنبيًا وليس عربيًا يخالف القانون 115 لسنة 1958 بوجوب استخدام اللغة العربية في المكاتبات واللافتات في إقليمي الجمهورية، وهذا القانون أقره الرئيس جمال عبدالناصر.
الوزير أيضًا تحدث عن وضع الدين كمادة تضاف للمجموع، وهي محاولات تتكرر كل عام، وسط نداءات فيسبوكية لا تتوقف بهذا الأمر، لكن السؤال: هل سيتغير سلوك المجتمع لو فرضنا الدين مادة إجبارية تضاف للمجموع، الحقيقة أنه لا أحد يتعلم السلوك ولا الدين جبرًا، وبالتالي مهمة الوزارة إتاحة ذلك فقط، وللناس الاختيار، أما حمل الناس فلن يُجني أي ثمار، ولدينا تعليم الأزهر، ومن يرغب في الدين مادة إجبارية فليلجأ إلى الأزهر وهو مؤسسة جديرة بهذا.
وروي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قوله لأبيه الخليفة عُمر بن الخطاب وقال: يا أبتي لما لا تحمل الناس على الدين جملةً واحدة، فرد عليه قائلًا: "يا بُني إن أخاف أن أحمل الناس على الدين جملة واحدة فيتركوه جملة واحدة.
الأهم يا سيادة الوزير أن يكون لدينا دراسة الدين، وطالب صالح بالتربية النفسية في المدارس، ليكون لدينا خريجًا لا يدعي بعد سنوات أنه حاصل على دكتوراة ثم نكتشف أنها دكتوراة وهمية، وبالتالي يسبب هذا الطالب حرجًا لأهله وبلده.
يا سيادة الوزير محاولات كثيرة خلال السنوات الأخيرة كان هدفها إصلاح الثانوية العامة من باب الطلاب، فما رأيك لو تخالف الرأي السائد وتطرق باب الإصلاح من بوابة المُدرس، فمثلًا نُعدل مرتبات المدرس بحيث لا يكون طرق باب الدروس الخصوصية لزامًا عليه ليجد قوت يومه، خاصة أن مرتبات المدرسين لا تكفيه أصلًا، ماذا لو أعددنا مُدرسًا يذهب إلى المدرسة مرتديًا بدلة رسمية ويضع برفانًا وجعلناه مقبلًا على الحياة وننتظر النتائج خلال ترم دراسي كامل.
قبل نظام البكاوريا هل يمكن أن ننظر إلى مشكلة العجز في المدرسين دون اللجوء للمتطوعين، الذين أصبح بعضهم يأخذ التطوع حجة ليكون لديه قماشة عريضة يستطيع أن يُفصل منها دروسًا خصوصية كيفما شاء، فهل يُعقل يا سيادة الوزير وجود إنسان سيعمل متبرعًا طوال العمر، أليس يحتاج إلى المال لشراء الطعام أم سيعيش على البناء الضوئي؟
الوزير تحدى أن يكون هناك مدارس فيها زيادة في الكثافة، ونحن قبلنا التحدي يا سيادة الوزير وبداية الترم الثاني تعالى معنا لمدارس منطقة المرج، والخصوص، وعزبة النخل، ووقتها نحكم.
المثير أن نظام البكالوريا هذا أشبه بحكاية طريفة رواها الفنان الجميل محمود البزاوي، حينما قال: كنت أستعد لتصوير إعلان مع العظيمين خيري بشارة وصلاح جاهين، وحينما علموا أن اسمي محمود البزاوي، قالوا: إيه محمود البزاوي دا الاسم مينفعش، وبعد صولات وجولات وبحث وتقصي قالوا: إحنا نسميه عمرو البزاوي.

مساحة إعلانية