مساحة إعلانية
أحمد البدري
عرفته في أول القرن الحالي عندما كانت محافظات الصعيد كلها في اقليم واحد وهو إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي، التقيت به مرتين في مدينة الغردقة الجميلة، وكما كنت منبهرا بجمال الغردقة انبهرت بالإنسان الجميل ذو الابتسامة الدافئة و الهدوء والأدب الجم ، قرأت كم التواضع وطاقة حب للجميع في هذا الإنسان .وعندما دخلت أتجول في عالم سعيد رفيع الأدبي لم يكن سهلا عليا الخروج من هذا العالم المتفرد أن أخرج منه إلا وأنا محملا ببعض الدرر واللآلئ ومرجان السرد .فوجدتني أسبح خلف ربان ماهر يأخذني في مناطق كنت أجهلها تماما عن عالم البحر الأحمر حيث عدت محملا بتاريخ زاخر شديد التنوع ما بين حياة القبائل في الصحراء الشرقية وسلاسل البحر الأحمر وبين حياة الصيادين ومعاناتهم وعشقهم أيضا للبحر ، رغم ما يلاقيه الجميع من مخاطر و أهوال سواء في البحر أو البر، لكن مهارة الربان الخاصة في إحياء التاريخ التليد لهذه المنطقة جعلني شغوفا جدا بهذه المنطقة، والغوص خلف ربانها كي استكشف التاريخ وأتعلم ما لا أعلمه، وهذا من خلال قلم سعيد رفيع السامق وحرفه المغموس بالحب لهذه البقعة الغالية التي نجهلها، فكان سرده عبارة عن ملحمة عشق لتراث البحر الأحمر وانتماءه للقبائل وعاداتهم وتقاليدهم، وعشقه للصيادين وتعاطفه لما يلاقون في رحلات الصيد من أهوال. لذا وجدتني أسبح في دنيا وعالم سعيد رفيع السرد بلا تحفظ أو ملل وذلك بفضل أسلوبه السردي الذي يشدك ولا يجعلك تبرحه إلا بعد خط النهاية ولما لا وأنت تجد نفسك ربما شخصا من شخوص العمل! أو تبحث عن معنى كامن في جنبات النص أو تكتسب مفردة جديدة من مفردات و لهجة القبائل أو مصطلح خرج لتوه من أفواه الصيادين، وقد تعرفت على جزيرة جديدة وما يعيش حولها من كائنات بحرية أو منطقة جبلية وما يعيش فيها من قبائل .. وفي النهاية لن أقول أنني أقرأ سعيد رفيع كقاص أو أديب متميز له خصوصيته ومفرداته وعالمه الذي لا يزاحمه فيه أحد ولن يحدث، ولكن أقرأ تاريخ البحر الأحمر بكل قبائله وعاداته وتقاليده، وأعشق عالم الصيادين وذلك من خلال ما يسطره لنا الأديب والحكاء الرائع وناقش التاريخ ببساطته ورقيه وعلمه الجم فشكرا لربان السرد الماهر سعيد رفيع