مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

صابر سكر يكتب : غزة.. صمودٌ يُحطّم التهجير ويُسقِط الوصاية

2025-10-14 18:25:10 - 
صابر سكر يكتب : غزة.. صمودٌ يُحطّم التهجير ويُسقِط الوصاية
صابر سكر
منبر

في قلب المأساة الإنسانية التي تعصف بفلسطين، تتجلى ملحمة غزة كأعظم تجلٍ لإرادة الحياة والكرامة. فقد سعت آلة الحرب الإسرائيلية، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة، لتحويل القطاع إلى ساحة إبادة تهدف إلى كسر الروح، واقتلاع الجذور، وفرض التهجير الدائم. لكن وعي الناس البسطاء، وبصيرتهم الثاقبة، كانا السدّ المنيع الذي أفشل كل هذه المخططات.

صمود يُسقِط مشروع التهجير
لم تكن حرب غزة مواجهة عسكرية فحسب، بل كانت معركة وجود. لقد واجه أهالي القطاع حرباً شاملة استهدفت الإنسان والأرض معاً، لتحقيق هدفين واضحين: التهجير القسري، وكسر الإرادة الوطنية.

إلا أن العودة المتكررة إلى البيوت المهدّمة، رغم الجراح والدمار، كانت إعلاناً مدوياً: "لن نرحل".
هكذا سقط قناع المشروع الصهيوني، وفشلت أولى موجات التهجير أمام إرادة لا تنكسر.

"الوصاية الدولية".. تصفية بثوب ناعم

في المرحلة الجديدة، تطفو على السطح مقترحات مشبوهة، تُطرح تحت عناوين خادعة مثل "الوصاية الدولية"، و"مجلس السلام".

غير أن تحليل هذه الطروحات من وجهة نظري يكشف حقيقتها الخطيرة، التي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

1. فصل غزة عن القضية الوطنية: عبر تحويلها إلى "ملف إنساني" معزول عن الجغرافيا والهوية، تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية التاريخية.
2. نزع سلاح المقاومة: من خلال ربط الإعمار بالمساعدات المشروطة، وتجريد الشعب من حقه المشروع في الدفاع عن نفسه.
3. إدارة الصراع لا حله: بإبقاء الوضع متجمداً تحت غطاء دولي، يُدار من خلاله قطاع غزة ككيان معزول، دون أفق للعودة أو التحرر.
الضفة الغربية.. استعمار بأدوات محلية
بالتوازي مع حرب غزة، تُنفّذ مؤامرة موازية في الضفة الغربية، عبر مشروع "تدجين" ممنهج، يُنفذ تحت غطاء السلطة المحلية.
هذه السلطة، التي تحكم الناس بـ"الحديد والنار"، أصبحت أداة وظيفية لترسيخ الاحتلال وقمع الإرادة الشعبية، تمهيداً لتصفية القضية في هذه الجغرافيا أيضاً. بالإضافة صانع ة الفتنه والفرقة عن طريق مجموعاتها مدربه مثل ياسر ابو الشباب..الخ
البصيرة.. السلاح الأخير
التحدي اليوم لا يكمن في مواجهة القوة فحسب، بل في كشف نوايا "المؤامرة الناعمة" التي تسعى إلى تصفية الحقوق الفلسطينية باسم الإعمار والسلام.
لقد أثبت الشعب الفلسطيني، في غزة والضفة، أن الوعي أقوى من السلاح، وأن الشعوب التي تدرك عمق المخطط وتحافظ على وحدة قضيتها، قادرة على إفشال مشاريع التهجير والتصفية والوصاية، مهما تغيّرت وجوهها أو عناوينها.

مساحة إعلانية