مساحة إعلانية
نعيش زمنًا غريبًا، لم يعد الخطر يأتي من الغريب كما كنا نظن، بل من القريب... من الذين يحملون أسماءنا، ويتحدثون لغتنا، ويشبهوننا في الملامح والدم.
صار الغدر اليوم يخرج من داخل البيت، قبل أن يأتي من وراء الحدود.
صالح الجعفري، الرجل الذي عرفه الجميع بحبه لبلده وإخلاصه في عمله، أفنى عمره في خدمة الناس دون انتظار مقابل.
لم يكن يتخيل يومًا أن تكون نهايته برصاصة خرجت من يد قريبة... من أبناء وطنه.
كان صالح من أكثر الصحفيين تأثيرًا خلال العامين الماضيين، فقد نقل للعالم ملامح الحياة تحت النار، ووثّق بصدق ما يحدث في غزة من دمار على يد الاحتلال.
حتى إن الاحتلال نفسه أطلق عليه لقب "الخطر"، لخوفهم من كلماته وعدساته التي كشفت حقيقتهم أمام العالم.
كم هو مؤلم أن يأتي الموت من حيث نطلب الأمان!
لم يكن الجعفري في معركة، ولم يكن عدوًا لأحد، لكنه أصبح شاهدًا جديدًا على زمنٍ صار فيه الغدر عادة، والوفاء عملة نادرة.
وكما قال المثل: "احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة."
رحل صالح الجعفري، لكنه ترك وراءه سؤالًا موجعًا:
متى أصبح القريب أخطر من الغريب؟