مساحة إعلانية
تصبح الكتابة فرضا على الشاعر أو الكاتب عندما تنام اليقظة ويخلد ضمير البعض إلي نوم عميق. شعور لا نهائي بالألم عندما يحزن شاعر على طفل يسمع من وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأصوات التي لا تليق ببلاد خرج منها أشياخ سطروا بحروف من نور تاريخهم عندما وقف العالم أجمع فاغرا فاه أمام عبقرية الشيخ الحصري ومصطفى إسماعيل والطبلاوي والمنشاوي ومحمود على البنا وغيرهم أو عندما تجلس في منزلك مع جهاز الراديو منتظراً صوت الشيخ النقشبندي ونصر الدين طوبار وغيرهم أو ربما يكون هناك من يرى أن عبد الحي حلمي وصالح عبد الحي وعباس البليدي وسيد درويش وزكريا أحمد وحديثا عبدالوهاب وأم كلثوم وفيروز وناظم الغزالي وصباح فخري والكثير من أهل المواهب الحقيقية هم من يعبرون عن مشاعرهم في كل أحوالها ولا اريد أن تكون هناك من المعرفة التي كتبها التاريخ في هذا السياق مادة لهذه الكلمات المتواضعة وقد دارت الأيام حتى صار الطريق معبدا أمام ثلة من المارقين دار في خلدي أن أهم شروط نجاحهم غير المسبوق هو إنعدام الموهبة وركاكة الكلمات وسوء الألحان ومن هنا صارت المحبة التي أحملها لأهل بلادي تحملني إلي الكتابة عن خطورة هذه الآفات الإبداعية سيما بعد أن اضطررت إلى فحصها فحصاً دقيقاً كأب اولأ يخاف على أولاده الثلاثة وكشاعر يخاف على أولاده من أبناء بلاده ولا تستطيع الكلمات وصف قدر السوء الذي تحمله بعض هذه السماعات المسمومة إلي كل قلب طفل صغير برئ وأتذكر في هذا السياق ما قاله حجة الإسلام أبو حامد الغزالي من أن الصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة فإن عود الخير صار من أهله وإن ترك واهمل إهمال البهائم صار إلي ما يصير إليه فعرفت أنه في الوقت الذي نترك النقاء والصفاء في وسط هذه السموم التي تهدم حضارة من الذوق الرفيع ومنظومة قيمية علمت العالم أجمع معنى كلمة الإبداع والرقي والاحترام غرقت في خوف على هذه الأفئدة البيضاء سيما بعد أن اضطررت إلى متابعة كل كلمة في هذا العبث الذي وجب علينا أن ندحر كل شيء يقول إنه من قبيل الإبداع والكلمات التي اتحدث عن خطورتها لن أرددها بل وحتى لن تكون هناك بيني وبين سماعها مرة أخرى أي عذر مقبول وذلك لأمور كثيرة تتعلق بما سمعت فيها من خروج واضح عن كل ما يتعلق بالأدب والأخطر من ذلك بكثير هو الانتصار لروح الانتقام وكذا إنعدام الثقة في الجميع والتصريح المباشر من هؤلاء الخونة للذوق المصري بأنه ليس هناك أي تقدير واحترام لأي أحد أو لأي عمر وكل ذلك ولا اريد أن يكون الانبطاح إلي كل ما يأتي من الغرب مادة لهذه الكلمات المتواضعة فذلك يعني أن تكون الحضارة التي علمت العالم تحاول أن تكون صورة مشوهة مشوشة في ظل غياب تام لحضور الوعي الفائق والانتماء الأبي الذي يريد أن ينهض بشكل شامل بالإنسان إلى أجمل مكان في طموح مستحق لروعة صادقة متجردة تستحق أن تكون في مكانة الذي يليق بمكانتها كعقل قائد علم العالم معنى كلمة الإبداع وعمق رسالة الكلمة وأهمية ارتداء ملابس تليق بوطن به من العباقرة والمبدعين وأصحاب الرؤي والأفكار والهمم العالية والإخلاص النادر ما يؤهله إلى الريادة العالمية والسعادة التي يحلم بها الشاعر لأهل بلاده جنباً إلى جنب مع الستر والعفاف والغنى والنبوغ