مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

هبه حرب تكتب : بعلم الوصول رسائل الرئيس السيسي تصل من الدوحة لـ تل أبيب

2025-09-16 12:24:46 - 
هبه حرب تكتب : بعلم الوصول رسائل الرئيس السيسي تصل من الدوحة لـ تل أبيب
هبه حرب
منبر

اجتمع قادة العالم العربي والإسلامي في قمة طارئة، إثر إستهداف دولة الإحتلال للعاصمة القطرية خلال الأيام الماضية من أجل إغتيال قادة حماس المسئولين عن ملف التفاوض، وهي العملية التي فشلت في تحقيق أهدافها. 

وبالرغم من أن القمة كانت مخيبة للأمال، ولم تصل لتطلعات المواطنين على المستويين العربي والإسلامي، حيث لم تصل لإتفاق بشأن إقامة تعاون عسكري صريح بين الدول المجتمعة. 

لكن وسط هذا الكم من الإحباط فيما آلت إليه القمة، تأتي كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتمثل موقف مصر المشرف من رفض كل ما تقوم به دولة الإحتلال سواء في غزة و الضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران ومؤخراً قطر، ومن بين أهم نقاط هذه الكلمة وصفت الإحتلال بـ العدو للمرة الأولي منذ زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للقدس الشهيرة. 

وهي الكلمة التي عبر فيها الرئيس السيسي، عن موقف مصر الذي تخطي الإدانة، بل وصل للتحذير لدولة الإحتلال من أن أفعالها تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وأن الأمر سيقودها لخسارة إتفاقيات السلام القائمة أو المحتملة، وذلك من خلال قوله " أقول للشعب الإسرائيلي أن ما يجري حاليا يضع العراقيل أمام أي اتفاقيات سلام جديدة أو قائمة، وحينها ستعود المنطقة إلى أجواء الصراع والجميع سيدفع الثمن". 

واللافت للنظر خلال هذه الكلمة، أن الرئيس السيسي وجه كلمته و تحذيره للشعب الإسرائيلي ، متجاهلاً لحكومة دولة الإحتلال أو قيادتها ، وهو ما يحمل في طياته الكثير، منها أن ما إرتكابه هذه الحكومة من جرائم حرب يرتقي لإسقاطها و سحب الشرعية الدولية منها. 

ومن بين النقاط الفارقة في كلمة الرئيس السيسي خلال قمة الدوحة، هو وصف دولة الإحتلال بـ العدو بشكل صريح ورسمي، وهو الوصف الذي تحفظت مصر عن وصف دولة الإحتلال منذ زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس التي سبقت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية. 

وقد نصت كلمة الرئيس السيسي خلال قمة الدوحة، على " يجب أن تغير مواقفنا من نظرة العدو نحونا، ليرى أن أى دولة عربية؛ مساحتها ممتدة من المحيط إلى الخليج، ومظلتها متسعة لكل الدول الإسلامية والدول المحبة للسلام، وهذه النظرة كى تتغير، فهى تتطلب قرارات وتوصيات قوية، والعمل على تنفيذها بإخلاص ونية صادقة، حتى يرتدع كل باغ، ويتحسب أى مغامر، فقد أصبح لزاما علينا فى هذا الظرف التاريخى الدقيق، إنشاء آلية عربية إسلامية للتنسيق والتعاون، تمكننا جميعا من مواجهة التحديات الكبرى، الأمنية والسياسية والاقتصادية، التى تحيط بنا، حيث إن إقامة مثل هذه الآلية الآن، يمثل السبيل لتعزيز جبهتنا، وقدرتنا على التصدي للتحديات الراهنة، واتخاذ ما يلزم من خطوات، لحماية أمننا ورعاية مصالحنا المشتركة، ومصر كعهدها دائما؛ تمد يدها لكل جهد صادق، يحقق سلاما عادلا، ويدعم أمن واستقرار العالمين العربى والإسلامى".

وهي الكلمة التي أوجزت وأصابت، وأوضحت الموقف المصري الذي لا يقبل التأويل ولا الشك، فـ مصر أصبحت تعلن عن رؤيتها لـ دولة الإحتلال بـ العدو بشكل صريح، وهو ما يعني أن خطوات تجميد إتفاقيات السلام قرار وارد وخيار ممكن أمام القيادة المصرية، وما سيترتب على ذلك الكثير. 

ويشار إلى أن هذا الإختيار ليس مفاجيء على المتابع للمشهد، فقد سبق و قررت مصر خفض التنسيق الأمني مع دولة الإحتلال، ومن المحتمل أيضاً أن تقوم مصر بـ قطع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل مع دولة الإحتلال. 

وقد وضع الرئيس السيسي خلال كلمته في قمة الدوحة، الحل الجوهري للمنطقة وللعالم العربي والإسلامي لمواجهة والتصدي لجنون العظمة الذي يسوق قادة دولة الإحتلال، وهو إنشاء آلية عربية إسلامية للتنسيق والتعاون، لمواجهة التحديات الكبرى، الأمنية والسياسية والاقتصادية، التى تحيط بالمنطقة، ولعل هذا الأمر بات الأمل الوحيد للحفاظ على أمن وإستقرار المنطقة ودولها بـ حدودها الحالية. 

وبعيداً عن الحل الذي قدمته مصر، فقد كانت كلمة الرئيس السيسي، هي ما أرعبت دولة الإحتلال، وهو ما ظهر في حالة الصدمة التي ظهر بها إعلام دولة الإحتلال، الذي وصف أفعال الحكومة الإسرائيلية بـ المخربة لإتفاقيات السلام القائمة، كما سلط الضوء على هذا التهديد المباشر من الرئيس السيسي، و دعا الحكومة لعدم تجاهل هذا الأمر. 

والخلاصة أن مصر سواء من خلال هذه القمة أو في مواقفها السابقة، ثابتة علي موقفها ترفض تصفية القضية الفلسطينية وترفض التهجير، وتتمسك بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، كما إنها قادرة بالقوة الغاشمة على صون أمنها القومي.

مساحة إعلانية