مساحة إعلانية
الـشـــارع الأدبــي يعده ويقدمه / فضل محمد إبراهيم
أثناء جولتي الممتعة بالشارع الأدبي أجدني متجولا بمحافظة المنيا ، بمركز مدينة المنيا العريق ، كان الموعد مع صديقي الأديب والروائي المبدع / محمد عبد الحكم , ولنتعرف معا على أديبنا المبدع من خلال سيرته الذاتية :
- محمد عبد الحكم حسن .
- من مواليد عام ١٩٦٤ بقرية مهدية ، مركز المنيا محافظة المنيا
- حاصل على دبلوم فني صناعي .
- موظف بالإدارة الصحية بالمنيا
- قاص وروائى
- عضو نادي أدب المنيا ، وعضو نادي الأدب المركزي ، ومحاضر مركزي .
- عضو اتحاد كتاب مصر .
الأعمال المطبوعة :
* لحظة سقوط الجسد" - مجموعة قصصية" ( هيئة قصور الثقافة عام 2000 )
* بستان أبى الهوى- " رواية "( أجيال للنشر 2008 )
* "مجلس القمري" - رواية (سلسلة إبداعات - هيئة قصور الثقافة 2010)
* "سر"- رواية (هيئة قصور الثقافة 2014)
* "طلب صداقة" – رواية (مجموعة النيل العربية 2014 )
* "المجانين على أبواب المدينة" - (مجموعة قصصية 2018)
* "خارج المقرر"- مجموعة قصصية ( اتحاد كتاب مصر2020)
* "درب الأعمى" – رواية( هيئة قصور الثقافة -سلسلة أصوات أدبية 2020)
* "ملامح الطيبين تهيّج القتلة "- (مجموعة قصصية )
* "بائع الاكفان يضحك احيانا" - مجموعة قصصية (الهيئة المصرية العامة للكتاب )
الجوائز :
* جائزة أخبار الأدب للقصة القصيرة .
* جائزة نجلاء محرم للقصة القصيرة .
* جائزة إحسان عبد القدوس للرواية - المركز الأول عن رواية ( مجلس القمري )
* جائزة أفضل رواية من هيئة قصور الثقافة عن رواية ( سر )
* جائزة اتحاد كتاب مصر عن رواية "طلب صداقة"
* جائزة الثقافة لسنوات عديدة .
* تُرجمت بعض اعماله إلى الإنجليزية وتناول عدد من النقاد العديد من اعماله بالدراسة ، كما نشرت ابداعاته في معظم الدوريات الأدبية والصحف والمجلات . وتعد عن أعماله رسائل جامعية .
وتنشر له منبر التحرير
احدى قصصه بعنوان
( فستان لبسمة)
محمد عبد الحكم حسن
(آخر النهار، والميجافون الذي كان يلهب الصمت بدأ صوته يخفت، أخرج حجارته وعضّها للمرة العاشرة، ضغط عليها بغل السنين وقلة الحيلة ولسعة الحمض وعدم استجابة المارة لندائه، كان قد عبأه بصوته منذ أيام، وكان حريصًا على أن يستغل الثواني في نداء يجتذب المارة.
ضحك بائع النبق بجواره وقال له: ناقص تغني.ابتسم وهو يتلفت حوله خوفًا من مداهمة شرطة المرافق.على سياج كوبري المنيا العلوي الذي يربط موقف السيارات والمصالح الحكومية .. يحرص على أن يكون في منتصف ترعة الإبراهيمية، حيث يتسلى طيلة الوقت بالنظر إلى الماء والعشب ومخلفات البلاد، من ساعة أن اشترى الميجافون وهو يستطيع أن يتناول إفطاره سريعًا مع أصدقائه الباعة، أتاح له فرصة التأمل والحكي معهم، فحكى لهم عن زوجته التي وضعتْ بالأمس بنتًا جميلة، هللوا .. قالوا: بسمة؟! .. قال: بسمة.يحكي بكل كيانه عن شوقه إليها، منذ ان كانت في بطن أمها، يتسمع دقات قلبها ودفساتها وتقلبات الجسد الشقي، اشترى لها ذلك الفستان، عليه شمس مشرقة لا تغيب، لا يبيعه أبدًا، فقط يجتذب به المارة، يقول لمن يريد شراءه: هذا فستان ابنتي بسمة.يحب البنات، ساعة أن أخبره الطبيب رقص في العيادة على إيقاع تصفيق المرضى، أخته الوحيدة هي التي تسأل عنه، وهي التي كانت مع زوجته في الليل في المستشفى.النهار يوشك أن ينتهي، هاتفته زوجته، ذلك ما كان يخشاه، لقد تركها بالأمس في المستشفى، البنت لديها صعوبة في التنفس وتحتاج إلى دواء، أخته قالت: " سيبها على الله يا خوي وشوف شغلك ". دقات قلبه تتعالى، الميجافون ينادي والمارة لا يلتفتون، زوجته ما زالت تهاتفه، يخشى أن يفتح، هل يحتاجون إلى دواء؟.. أتكون البنت قد ماتت؟. قال له جاره الذي شاهد ارتباكه: إفتح يا عم وأمرك لله.
قالت له: البنت ماتت .. لقد تأخرتَ.
صرختْ وغاب صوتها، وجاوبه صوت أخته: هات معك كفن.
كان يحتضن الفستان ويدور به وسط اندهاش المارة، يلصقه في وسع حضنه وتهدجات قلبه وانهمار العرق ويهتف: فستان لبسمة. في البداية لم ينتبه ليد طفلة صغيرة تجذبه، تستوقفه وتستجديه، تدور معه بين ضحك وبكاء واستعطاف: عمو يا عمو .. أنا اسمي بسمة.
كانت البنت التي انفلتت من قبضة أمها وصوتها الصارخ بين جنبات المدينة: تعال يا ضناي، مفيش فلوس.. قد تعلقت به والفستان وأجبرته على التوقف، عيناها الصغيرتان تلمعان في حيرة: يا عم أنا اسمي بسمة.عندها توقف ومال على الجسد الصغير يقبله بحرارة وشوق ودموع تنهمر بغزارة، كان مبتسمًا وهو يسلمها الفستان ويقسم أن ترتديه أمامه، وبين دعاء أمٍّ والتفاف ناس، كانت بسمة ترقص وتتأمل الشمس المشرقة على فستانها، والظهر الذي انحنى تحت بقجته .. مسح دمعة سالت على خده واختفى بين الزحام .