مساحة إعلانية
كتب / صابر جمعة سكر
أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تدخّله لوقف الحرب في المنطقة، وحديثه المفاجئ عن امتلاك إيران "لكميات ضخمة من النفط"، موجة من التساؤلات التي تراوحت بين الشكوك والدهشة والآمال.
فهل نشهد بداية تحوّل في العلاقات الأميركية الإيرانية؟ أم أنها مجرد ورقة انتخابية جديدة من أوراق ترامب التي لا تنفد؟
النفط الإيراني... مفتاح اللعبة؟
بحسب الدكتور وليد مدبولي، الخبير الاقتصادي في العلاقات التجارية وإدارة المشروعات، فإن حديث ترامب عن النفط الإيراني لا يمكن فصله عن المصالح الاستراتيجية العميقة للولايات المتحدة في المنطقة.
يؤكد مدبولي أن "النفط لم يعد مجرّد مورد اقتصادي، بل أصبح عنصراً حاكماً في القرار السياسي الأميركي، وخاصة لدى شخصيات مثل ترامب التي تنظر إلى العلاقات الدولية من زاوية الربح والخسارة."
ويضيف مدبولي في تصريح خاص لـ منبر التحرير أن الرئيس يدرك تمامًا أن امتلاك إيران لاحتياطات هائلة من النفط يجعلها رقماً صعباً في معادلة الطاقة العالمية، وأن مثل هذه التصريحات قد تمهّد لتفاهمات خلف الكواليس بشأن تقاسم النفوذ وتثبيت الاستقرار.
من التصعيد إلى المصالح: هل تتبدّل المعادلة؟
يرى الدكتور مدبولي أن التلميح الأميركي بوقف الحرب وتحسين العلاقات مع طهران هو تطوّر لافت قد يعكس تحوّلًا جذريًا في المقاربة الأميركية تجاه الملف الإيراني.
ويشير إلى أن "رفع بعض العقوبات وفتح باب التبادل التجاري قد لا يكون بعيد المنال، إذا تبين أن التصعيد لم يعد ذا جدوى اقتصادية أو سياسية للولايات المتحدة".
قانون المصالح: حين تتصالح الأطراف المتنازعة
يوضح الخبير الاقتصادي الدكتور وليد مدبولي أن مبدأ "المصالح تتصالح" طالما كان حاضراً في السياسة الأميركية، وخصوصًا في إدارة ترامب التي لا تخفي براغماتيتها.
ويتابع: "إذا رأت واشنطن وطهران أن الأرضية مهيأة لتقاطع المصالح، فلن تتردد أي من العاصمتين في تغيير المسار، خاصة إذا كان الثمن هو النفوذ الاقتصادي واستقرار أسواق الطاقة."
شاهد من المنطقة: الأمل حاضر رغم التوجّس
كشاهد عربي على الأحداث، لا يمكن تجاهل البعد الإقليمي لما يحدث.
ويرى الدكتور مدبولي أن تصريحات ترامب رغم ما تحمله من غموض قد تمثل "نافذة للأمل في منطقة تبحث عن حد أدنى من الاستقرار السياسي والاقتصادي"، مضيفًا أن "التحولات الجيوسياسية الكبرى غالبًا ما تبدأ بإشارات إعلامية مبهمة كهذه".
ترامب... المستفيد الأول؟
يعلّق مدبولي على البُعد الانتخابي لتصريحات ترامب قائلًا: "لا شك أن الملف الإيراني بات جزءًا من أدوات الدعاية السياسية في الانتخابات الأميركية المقبلة، وترامب يسعى لتوظيفه لصالحه، خصوصًا في ما يتعلق بسوق الطاقة، التي يعوّل عليها الناخب الأميركي."
ختامًا...
ويبقى للعالم أن يترقّب:
هل تكون تصريحات ترامب بداية لصفحة جديدة في العلاقات بين واشنطن وطهران؟
أم أنها حلقة جديدة من حلقات التوظيف السياسي للنفط والمصالح؟
الخبير الاقتصادي الدكتور وليد مدبولي يختتم تحليله قائلاً:
"في عالم اليوم، لا تُبنى السياسات الخارجية على المبادئ فقط، بل على مدى ما تحققه من مكاسب استراتيجية، والنفط الإيراني هو أحد أبرز هذه المكاسب، سواء في زمن الحرب أو في زمن التهدئة."