مساحة إعلانية
الشاعر الكبير عبد الستار سليم.. يتألق في أمسية عن فن الواو ضمن فعاليات معرض الأقصر للكتاب
كتبت : همت مصطفي
في ليلة شعرية استثنائية، احتفى بيت الشعر بالأقصر بالشاعر الكبير عبد الستار سليم، أحد أبرز رموز الشعر الشعبي وفن الواو في مصر والعالم العربي، وذلك مساء الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمعرض الأقصر للكتاب، المقام بالتعاون بين الهيئة المصرية العامة للكتاب ومكتبة مصر العامة بالأقصر.
جاءت الأمسية ضمن سلسلة اللقاءات الثقافية التي ينظمها بيت الشعر بالأقصر على هامش المعرض، وجمعت بين شعر الفصحى والعامية والفنون القولية، وسط حضور جماهيري تفاعل مع الشاعر الكبير وأسلوبه المتفرّد في إحياء التراث الشعري الصعيدي بروح معاصرة.
أدار اللقاء الشاعر حسين القباحي، مدير بيت الشعر بالأقصر، الذي تحدث في كلمته عن القيمة الكبيرة لعبد الستار سليم، واصفًا إياه بأنه “شاعر ومؤرخ لتراثٍ بأكمله، وذاكرة حية لوجدان الصعيد”، مشيرًا إلى أن سليم تجاوز حدود التصنيف بين الفصحى والعامية، فكتب في كليهما بصدق وعمق جعل قصيدته جسرًا نابضًا بين الوجدان الشعبي والبنية الشعرية الحديثة.
وخلال الأمسية، قدّم الشاعر عبد الستار سليم حديثًا ممتعًا حول فن الواو والفنون القولية، فتناول نشأته وتطوره، وتوقف عند جمالياته الإيقاعية والمعنوية، مستشهدًا ببعض المربعات التي حفظها من التراث الشفهي في رحلاته الميدانية بين قرى الصعيد. ثم قدّم عددًا من مربعاته في الواو، إلى جانب قراءات شعرية بالفصحى والعامية، لاقت تفاعلًا كبيرًا من الجمهور.
فالشاعر عبد الستار سليم، يُعد أول من أعاد إحياء فن الواو بعد أن كاد يندثر، فجمع نصوصه من أفواه الرواة وسجّلها ودرسها، لتبقى شاهدًا على أصالة هذا الفن وثرائه.
عبد الستار سليم، الذي أعاد لفن الواو حياته ووهجه، ما زال حتى اليوم يثبت أن الشعر الشعبي جزء أصيل من وجدان الأمة وروحها.
ليلة الأقصر لم تكن أمسية شعر فحسب، بل كانت احتفاءً بالذاكرة، وبالروح التي ترفض أن تنسى موسيقى التراث، تلك التي يحملها عبد الستار سليم في صوته وكلمته وشخصه، منذ أن قرر أن يكون "حارس فن الواو" وراوي الحكاية الشعبية للأجيال القادمة.