مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الإمام الخطيب "شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم"

2025-10-22 22:02:07 - 
الإمام الخطيب "شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم"
الامام الخطيب والشيخ الشعراوى

كتب : عيد حميدة

هو الشيخ محمد خليل الخطيب صاحب المؤلفات القيمة في الفقه والتفسير والتصوف والبلاغة والحديث وقد بلغت هذه المؤلفات خمسا وخمسين مؤلفا ولعل أشهرها وأندرها كتاب:"إتحاف الأنام بخطب رسول الإسلام ولعل هذا الكتاب أول كتاب عرفته المكتبة العربية والإسلامية وهو يحتوى على خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملة ومرتبة ومصححة كذلك من أعماله العظيمة التى قام بجمعها القصص النبوية الكريمة وقد قام بجمعها في أربعة أجزاء والتعليق عليها يقول عنه الأستاذ محمود جامع في كتابه:"عرفت السادات": كان السادات يتفاءل كثيرا برؤيا الإمام محمد خليل الخطيب وكان كلما زار طنطا أصر على رؤيته وكان يطلب منه الدعاء والبركة وكانت  بداية التعرف على الإمام عندما كان نائبا للرئيس وبعد أن أصبح.رئيسا للجمهورية حضر إلى طنطا يطلب من الشيخ الخطيب أن يدعو له ويخبره الشيخ بأن الله سينصره على المتآمرين عليه من حوله  وسينصره على أعدائه الصهاينه وسيعينه على استرداد الأرض المحتلة وتحققت نبوءته عندما تخلص السادات من شرور مراكز القوى ثم نصره الله على إسرائيل عام ١٩٧٣ فى حرب  السادس من أكتوبر/ العاشر من رمضان المجيدة .ولذا كان  السادات يتفاءل به ويعلق صورته وهو بصحبته فى منزله تبركا به واحتراما وحبا له وكان رحمه الله لا يخشى فى الله لومة لائم وكان يرى الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرا فى منامه.

وكان تلاميذه يعترضون على زيارته السادات وكانوا يرون أنه من الأجدر أن يزوره السادات في منزله لأن كبار رجالات الدولة لا يتمكنون من مقابلتة وكان الرأى أن يزوره السادات في مكان محايد بعيدا عن الشهرة أو المجد الزائف وكان المكان هو السيد البدوى والتقى به هناك وطلب منه أن يكون الحاكم بكتاب الله وصدق التوجه إلى الله تعالى فقال له:سنوا القوانين التي تبغونها ولو انها تربوا على المليون لا تبلغون من النتائج مرضيا إلا إذا أبتم إلى حكم الله.

ذكريات لاتنسى

من الذكريات التي لاتنسى أن السادات ذهب ليصلى فى المسجد البدوى وكان السادات بحب أن يصلى فى الصف الأخير من المصلين ويسند ظهره إلى الحائط وبينما خطيب الجمعة يستعد لإلقاء خطبته لاحظ الشيخ أن بعض رجال الحرس بالرئيس السادات يعطونه ظهورهم بينما عيونهم على الرئيس فاستشاط الشيخ غضبا وطلب إخراجهم من المسجد وكاد يضربهم بعصاه وطلب منهم الجلوس للصلاة وكادت تحدث مشكلة كبرى حيث كانت الصلاة منقولة على الهواء مباشرة ولولا تدخل الرئيس السادات وأشار للحرس أن يطيعوا الشيخ ولا يستفزوه وان يجلسوا وبالفعل ذهب الحرس للوضوء وصلوا مع الرئيس وسائر المصلين.

رسالة الدكتوراه

 ولم يكتف الإمام الراحل بما حصله من علوم إلا أنه حصل على الدكتوراه عام١٩٥٢ إلا انه لم يكن يحب أن يسبق اسمه لقب دكتور بل كان يحب لقب:"شاعر الرسول" فهو شرف لا يدانيه شرف.وكان منزله في طنطا موئلا لطلاب العلم من المصريين وغير المصريين من سائر الدول العربية والمستشارين من كل الأديان والأجناس وكان دائما يشجع الشباب ويحثهم على العلم والسماحة وعدم التعصب.

مقتطفات من شعره

اما بخصوص شعره الذى اشتهر به والذى خصص معظمه لمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض شمائله حيث كانت هذه الأشعار بمثابة صوره مضيئه نقية لما كان عليه الشعراء الإسلاميين الأوائل وكان الشيخ مشهودا له بالاختيار البارع للموضوعات ذات النفع والفائدة التى يستمتع بها الجمهور وينتفع بها المنتفعون.

إياك وإغضاب الله

هذا عنوان لإحدى قصائده حذر من خلالها عصيان الله والبعد عن عقابه وحذر العصاه والمجرمين الذين لا يتبعون أوامر الله يقول فيها:

لاتغضبن الله إن عقابه

فوق الذى يجرى على سواكا

تعدو مطارد وما من ملجأ

منه سواه وما أشد بلاكا

لا تستقر طريد أى حكومة

أفتسثقر طريدا سواكا

تخشى أخا عجز ولا تخش الذى

بيديه سعدك كله وشقاكا

وكان الشيخ ينظم الشعر أيضا في شرح اللغة والصرف وله في الصرف عمل عظيم لايدرك قيمته إلا أئمة اللغة وعلمائها الكبار وهو ما يعرف ب(ألفية الخطيب في فن الصرف)

كذلك قام الإمام الخطيب رحمه الله بتقديم كتابه القيم :"غاية المطالب في شرح ديوان   أبى طالب" 

ولم يكتف بذلك بل شرحه شرحا بليغا يفيد أهل التخصص والبلاغة .

والشعر عنده مكانة عالية فقد كان شغوفا بالشعر لدرجة أنه إذا استمع إلى قصيدة تمكن على الفور من الإتيان بمثلها قوة ونظما وأسلوبا وقد نمت موهبته في الشعر  نموا فلما يتوفر لغيره فها هو فى الرابعة عشر من عمره يخرج إ لى دنيا الأدب بقصيدة خالدة بعنوان:دمعة على الإسلام

كأنه ينعى ما وصل إليه الشباب الٱن وبالرغم من وفاته عام١٩٨٦ إلا أنه كان يتحدث في هذه القصيدة التى نظمها وهو فى سن الرابعة عشر من عمره وكأنه يعيش بيننا اليوم ويصف ماوصل إليه حال شببابنا  اليوم

وهو يروى ذكرى ميلاد هذه القصيدة فيقول:نظمت هذه القصيدة وأنا في السنة الثالثة من القسم الابتدائي بمعهد أسيوط وألقيتها فى صلاة الجمعة وحينما نقلت إلى القسم العالى أصلحت فيها وزدت فيها ويقول فى هذه القصيدة:

كفى حزنا أن الفضائل عطلت

وأن ذا الٱداب فى الناس ضيع

وأنا ملتقى كل وقت إهانة

إن كتاب الله أوشك ينزع

لقد ذل كتاب الله فينا كأننا

لنا دعوة الإسلام والقلب بلقع

ويتعرض الشيخ للمطالبة النساء بالمساواة بالرجال وبين رأى الدين في هذه المطالب وعاب على من ينشر دعا واهن ويؤيدهن فيقول:

ولاتطع يوما على الصحف إنها

متى اطلعت فيها إلى السوء تنزع

وكان قرار بتعيينه مدرسا في معهد طنطا الأحمدى الثانوى

بداية إقامته في طنطا التى قاربت خمسين عاما.

وتنتهى هذه الجولة مع شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر سبب تسميته بهذا الاسم او اللقب أن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ملكت عليه قلبه ولسانه فأصبح متيما فى محبته ليس لغيره معه نصيب

 وهذه المحبة ليست فى شبابه

فقطبل إنها راجعةإليه منذ صغره.

 

مساحة إعلانية