مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب: الفارس المغوار المثني بن حارثة رضي الله عنه

2024-12-21 02:31:17 - 
الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب: الفارس المغوار المثني بن حارثة رضي الله عنه
عبد الستار سليم- شاعر مصري
منبر

كان شيخَ بنى شيبان بن ثعلبة ، وسيّدهم فى الجاهلية  والإسلام ، وكان من كبار قادة المسلمين العرب الفاتحين من أهل العراق ، عبقرىّ التخطيط العسكرى فى الحروب ، شهد يوم "ذى قار" ، وهو الذى افتتح السواد بالعراق، و كان فارسا هائلا لا يُشقّ له غبار، وقائدا محنّكًا، كان يتبادل قيادة الجيوش الإسلامية مع القائد الإسلامى الكبير خالد بن الوليد (رضى الله عنهما)، وأخذ يغير على بلاد فارس .. واستطاع أن يزلزل أركان إمبراطوريتها 
 هوالصحابى الجليل المثنّى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم  الشيبانى ( رضى الله عنه) ، وبنو شيبان من القبائل العربية ذات الشأن فى  جنوب العراق ، وكانت يسكنون على حدود العراق، ويجاورون الفُرس ، ولذلك كان المثنى يعرف الفُرس عن قرب و كيف يحاربهم ، وما انتصار معركة " البويب" ببعيد ، وهى معركة حاسمة دارت رحاها بين القوات الفارسية ، و القوات الإسلامية ( وعلى رأسها سيّدنا المثنى بن حارثة ) ، وكانت الغلبة فيها للمسلمين ، وقد أعطى انتصارهم هذا دفعة معنوية للمسلمين ، فقدوا بها خوفهم ورهبتهم من الفُرس ، كما أعطاهم الثقة والجرأة للمواجهة الكبرى فى معركة القادسية - لم يشهدها لرحيله  قبلها -
 و فى بداية الدعوة ،  لما كان النبىّ (صلى الله عليه وسلم ) يعرض نفسه على الوفود، وكان النبى وأبو بكر معا ، وبعض المسلمين ،  حين رأوا مشايخا لهم أقدار، وعليهم هيئات ، سألهم أبو بكر ، ممن القوم ؟ فقالوا من بنى شيبان ، (وفيهم مفروق بن عمرو، وهانئ بن قبيصة، والمثنى بن حارثة ، وقد قدّموا هذا الأخير  بأنه سيّدهم وصاحب حربهم )، ولما أراد الوفد الانصراف ، قال لهم النبىّ " أرأيتم إن لم تلبثوا إلا يسيرًا ، حتى يورّثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ونساءهم، أتسبّحون الله وتقدسونه؟" فقالوا :اللهم نعم ، وهل ذلك لك يا أخا قريش؟ ، قال نعم ، فقالوا : اللهم نعم ، و لك ذاك  .. 
ولكنهم لم يُسلِموا،  لذا تأخروا عن الدخول فى الإسلام ، فلم ينالوا ما نالته الأنصار الذين سبقوهم فى نصرة الدعوة ..
ولكن كلمات النبىّ (صلى الله عليه وسلم ) ظلت تدور  فى ذهن " المثنى" ، وتراوده  ..
 و فى السنة التاسعة للهجرة ، أذِن الله للمثنى بأن يتشرف بالانضمام إلى كتائب الإيمان ، حيث أعلن إسلامه بين يدى رسول الله ، وبايعه على السمع والطاعة ، هو وقومه ، ليعزّ الله تعالى به الإسلام والمسلمين 
 لكن "المثنى" لم ينعم كثيرا برفقة النبى ، فلم يلبث إلا قليلا ، حتى لحق النبى (صلى الله عليه وسلم ) بالرفيق الأعلى ، و ليستكمل "المثنى" المسيرة مع أبى بكر(رضى الله عنه) 
ولما طفق العرب يخرجون من الإسلام أفواجا أفواجا ، كما دخلوه أفواجا أفواجا، تصدى لهم أبو بكر، بما بقى معه من المستمسكين بإيمانهم ، و كان "المثنى" وقومه من أشد الناس بأسا على المرتدين ، و أعظمهم أثرا فى القضاء على تلك الفتنة المدمرة العمياء ، وكان رجال "المثنى" فى كل ذلك رهن إشارته وطوع أمره ..
و من جرّاء حروب هذا القائد وحنكته فى إدارة الحروب ، تزلزلت الإمبراطورية الفارسية ، فالمثنَّى بن حارثة ، رجل زلزل - حقًّا -الإمبراطورية الفارسية بكل كيانها، وقد مدحه بعضهم بقوله  :
(  ما إن رأينا   أميرا   فى العراق  مضى 
مثل   المثنّى  الذى  من  آل  شيبانَـــا
إن  المثنّى  الأمير  القرْم   لا    كـــذب 
فى الحرب أشجع   من  ليث  بخـفّانَـا )
……….
القرْم : السّــيِّد المعظّم   
خفّان : مأْسَـدة معروفة 

مساحة إعلانية