مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر عبدالستار سليم يكتب: القائد الشاب أسامة بن زيد الحب .. ابن الحب

2025-08-02 16:54:57 - 
الشاعر عبدالستار سليم يكتب: القائد الشاب أسامة بن زيد الحب .. ابن الحب
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

هو ابن من أبناء الإسلام الحنفاء الذين ولدوا  فيه  وتلقوا رضعاتهم الأولى من فطرته  دون تأن يدركهم من غبار الجاهلية  المظلمة شئ  وهو الشخصية الاستثنائية فى تاريخ  الإسلام  فهوأصغر قــائـد عسكرى  فــى الإسلام و من مشاهير الصحابة وخيرة  مجاهديهم   حيث جمع بين الشجاعة والإيمان والزهد  والتقوى  هو صحابى جليل  كان من السابقين إلى الإسلام القائد وهو من علماء الصحابة المجاهدين قارئا ومفسّرا وعابدا وعالما وهو الفقيه والمحدث ينتمى لقبيلة كنانة  و هى قبيلة معروفة بشدة المراس والصلابة والحزم والحروب هو أحد الصحابة الكرام أسلم مع والده زيد بن حارثة الفهرى القضاعى  وأمّه بركة الحبشية (  أم أيمن حاضنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ) وتزوج من فاطمة بنت قيس الفهرية
هو  حِبّ  رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) لذا كان لقبه" الحِبّ ابن الحِبّ " وهو  مولاه  وابن مولاه فأبوه زيد بن حارثة خادم رسول الله والذى آثر "محمدا"  على أبيه وأمه وأهله    
أحبه النبى محمد  حبا شديدا  لدرجة أنه يقف به النبى صلى الله عليه وسلم على جموع أصحابه و يقول " أشهدكم أن زيدا هذا ابنى يرثنى وأرثه" وظل اسمه بين المسلمين ( زيد بن محمد) طويلا. حتى أبطل القرآن الكريم عادة التبنّى 
كان أسامة  بن زيد مالكا لكل الصفات العظيمة التى تجعله قريبا من قلب وسول الله  وكبيرا فى عينيه  فهو ابن مسلميْن كريميْن من أوائل المسلمين سبقًا إلى الإسلام  ومن أكثرهم ولاءً للرسول وقربًا منه كل هذا يأخذ فى قلب النبى  وفى صفوف المسلمين مكانا عاليا كما ولّاه النبى قيادة جيش المسلمين المتوجه لغزو  الروم فى الشام ( كان سنة إحدى عشر من الهجرة )
 نشأ فى بيت النبوة وتربى على يدىْ النبى صلى الله عليه وسلم  وكان يقول عنه "أحَـبُّ  الناس إلىّ بعد أبيه " وكلفه بقيادة جيش  المسلمين المتوجه لغزو الروم فى الشام  وهو فى سن مبكرة (كان فى الثامنة عشرة من عمره)  مما أثار بعض الاعتراضات  ممن استكثروا على الفتى الشاب - بسبب صغر سنّه - إمارة  جيش فيه شيوخ الأنصار  وكبار المهاجرين  و من بين أفراده وجنوده أبو بكر  وعمر بن الخطاب  إلا أن أسامة قاد الجيش ببراعة وحقق انتصارا عظيما على الروم  وعاد بالانتصار والغنائم 
جلس الخليفة الثانى عمر بن الخطاب يقسم أموال بيت المال على المسلمين  وجاء دور عبد الله بن عمر بن الخطاب  فأعطاه عمر نصيبه  ثم جاء دور أسامة بن زيد فأعطاه عمر ضعف ما أعطى ولده عبد الله  فسأله عبد الله قائلا "لقد فضّلت علىّ أسامة  وقد شهدتُ مع رسول الله ما لم يشهد " فأجابه عمر " إن أسامة كان أحبّ إلى رسول الله منك وأبوه كان أحبّ إلى رسول الله من أبيك"
ولما استُخلف أبو بكر- وعلى الرغم من الظروف الجديدة التى خلفتها وفاة الرسول-
 أمر أسامة أن يسير بالجيش إلى الوجهة التى وجهه إليها الرسول ومشى معه أبو بكر  يودّعه وأسامة واكب فرسه  فقال  يا خايفة رسول الله  إما أن تركب  وإما أن أنزل  فقال أبو بكروالله لا تنزل ولا أركب وما علىّ أن أغبّر قدمىّ ساعة فى سبيل الله  وأكمل " سيروا على بركة الله  واغزوا باسم الله وقاتلوا من كفر بالله ولا تغدروا  ولا تعلّوا ولا تقتلوا شيخا كبيرا  ولا امرأة ولا طفلا  ولا تقطعوا شجرة  ولا تذبحوا شاةً  إلا للأكل "  صلو الله عليه وسلم  فقد عمل الخليفة أبو بكر  على إنفاذ هذه الوصية  فتحرك جيش أسامة إلى غايته وعاد منتصرًا  و بلا ضحايا  وقال عنه المسلمون يومئذ "ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة "
توفى أسامة بن زيد  (رضى الله عنه و أرضاه ) بالمدينة المنورة  عن إحدى وستين سنة  ودُفن بالبقيع

مساحة إعلانية