مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

ثقافة x ثقافة

الأدب والدين عند قدماء المصريين في العدد الجديد من مجلة مصر المحروسة

2025-10-28 13:54:51 - 
الأدب والدين عند قدماء المصريين في العدد الجديد من مجلة مصر المحروسة
مجلة مصرالمحروسة

كتب: مصطفى علي عمار


صدراليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025  العدد الأسبوعي الجديد رقم 403 من مجلة "مصر المحروسة" الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تعني بالآداب والفنون، تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ورئيس التحرير د. هويدا صالح.

يتضمن العدد مجموعة من الموضوعات الثقافية المتنوعة، المقدمة بإشراف الدكتور إسلام زكي رئيس الإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية.
العناوين:
الرئيسي: الجبتانا: النص المقدس المفقود في ذاكرة مصر القديمة

الفرعي:
"الأدب والدين عند قدماء المصريين" وأصل حضارة العالم
ملامح الأدب التأملي الفلسفي في "مرايا الأرواح"

في مقال" رئيس التحرير" تكتب الدكتورة هويدا صالح  مقالا عن  "الجبتانا" المصرية التي تعتبر النص المقدس المفقود في ذاكرة مصر القديمة، حيث تمثّل "الجبتانا"  إحدى أبرز التجليات الفكرية التي تسعى إلى استعادة روح الفلسفة المصرية القديمة في ثوب معاصر، عبر إعادة قراءة الموروث الحضاري والنصوص الرمزية من منظور إنساني وكوني شامل. فهي لا تكتفي باستحضار الماضي بوصفه إرثًا ثقافيًا جامدًا، بل تتعامل معه كمنبع حيّ لتأسيس رؤية فلسفية تُوازن بين الروح والعقل، بين المادة والمعنى، وبين الإنسان والكون. تنبع أهمية الجبتانا من قدرتها على بلورة خطاب معرفي يعبّر عن هوية مصرية متجذّرة في عمق التاريخ، ومنفتحة في الوقت ذاته على آفاق الفكر الإنساني العالمي. ومن هنا، تأتي الحاجة إلى تأمل رؤيتها الفلسفية التي تسعى إلى فهم الوجود والوعي والحقيقة من خلال مفاهيم الأصالة، والتكامل، ووحدة الوجود الكوني التي شكّلت جوهر الفكر المصري القديم.

أما في مقال "كتاب مصر" فيواصل الشاعر الكبير كريم عبد السلام سلسلة مقالات بعنوان" الإبداع بين الذات الإنسانية والذكاء الاصطناعي" وفيه يواصل الحديث عن تأثير الإبداع الاصطناعي على الأدب، شعرا ونثرا، فيقول: سؤال مهم أحب أن أبدأ به هذا المقال استمرارا لحديثنا السابق: هل يمكن لروبوت الذكاء الاصطناعى أن يتوقف عن أداء مهمته رغم ضغط زر التشغيل؟ هل يملك روبوت الذكاء الاصطناعي أن يرفض أداء مهمامه المحددة فى يوم من الأيام؟ وهل يملك إرادة التعديل على الأوامر المخزنة في الهارد ديسك الخاص به؟ ببساطة هل يملك روبوت الذكاء الاصطناعى أن يقول لمالكه البشري: لن أعمل اليوم ؟ أو أن يعترض على ضغط العمل مثلا ؟ أو أن يتهم مالكه بمخالفة مواثيق وعهود العمل الدولية؟
 أما في باب" كتب ومجلات" فيكتب عاطف عبد المجيد عرضا عن كتاب""الأدب والدين عند قدماء المصريين" ويرى أنه لا يزال قدماء المصريين موضع إعجاب الشعوب في كل مكان وزمان، لما ظهر من آثارهم التي بهرت العالم بفخامتها وقاومت أعاصير العصور، وأفاعيل الدهور. فكيف لا تكون موضع إعجابنا اليوم ونحن سلالتهم، وأجدر أن نفتخر بهذه الآثار الخالدة التي تعبر عن مجدهم الصميم وفخرهم القديم.                                   ويشير عبد المجيد إلى أن هذا ما يقوله أنطون زكري في كتابه "الأدب والدين عند قدماء المصريين" الصادر عن مجموعة بيت الحكمة للثقافة ضمن سلسلة مصريات، وفيه يقول إن قدماء المصريين لم ينالوا الفخار الخالد بكثرة الغزوات وشن الغارات، إنما ما جعلهم في مقدمة معاصريهم من الأمم هو رسوخ أقدامهم في المدنية، وتمسكهم بالمبادئ القويمة، وغزارة علومهم، وسمو مداركهم، وعدالة أحكامهم، فقد بلغوا في الفنون والآداب والصناعات درجةً لم يدركها أحد من البشر قبلهم، لذا كان عصرهم عصرًا ذهبيًّا بلغوا فيه من المجد شأوًا عظيمًا، بينما كانت أوروبا الغربية في عصرها الحجري.                                                                                     


في باب "ملفات وقضايا"  يكتب أكرم مصطفى عن ملامح الأدب التأملي الفلسفي الذي  يُعَدّ أحد أعمق التيارات الأدبية والفكرية وأكثرها ثراءً، إذ يشكّل نقطة التقاء نادرة بين جماليات الخيال الأدبي وصرامة التفكير الفلسفي. فهو لا يكتفي بتقديم حكاية أو انفعال، بل يتوغّل في جوهر الأسئلة الوجودية الكبرى التي شغلت الإنسان منذ نشأة الوعي: معنى الحياة، حدود الحرية، سرّ الوجود، وموقع الإنسان في الكون. إنه أدب لا يُعنى بالتسلية أو الإمتاع فحسب، بل يُقدّم نفسه بوصفه "دعوةً إلى التأمل النقدي" وإلى مراجعة الذات والعالم بعيونٍ فاحصة. ويرى  مصطفى أن من الكتب التي يمكن تصنيفها تحت هذا المسمى" الأدب التأملي" كتاب "مرايا الأرواح" للكاتب جريس بقاعين وهو عمل أدبي تأملي يمزج بين السرد الروائي والفلسفة الروحية، ويأخذ القارئ في رحلة عميقة داخل النفس البشرية، عبر شخصية محورية تُدعى "آريان".
وفي باب "دراسات نقدية" يكتب حاتم عبد الهادي عن ديوان  "زهرة النار" للشاعر محمد ناجي، حيث يرى عبد الهادي أنه يملح  تلك الألغازية لهذه الزهرة النارية المشتعلة، ولكن باستقراء الأسطورة اليابانية تتفكك شيفرة العنوان إذ تحكى الأسطورة: "أن أميرة يابانية قد ذهبت فى ليلة شتائية إلى حديقة الأزهار فشاهدتها ذابلة شاحبة، فأمرت أن تتفتح الأزهار فتفتحت جميعهن لأمرها؛ إلا زهرة وحيدة رفضت الانصياع لأوامرها، فغضبت الأميرة وأمرت بإحراقها، لكن بذور الزهرة قد تناثرت فى الحديقة، وفى وقت الربيع ذهبت الملكة لتجد الحديقة كلها متفتحة وحمراء، فقد أبت الزهرة إلا تنفيذ أوامر الطبيعة فأسماها اليابانيون "زهرة النار" ، هكذا تقول الأسطورة فى اليابان.

وفي باب "تراث شعبي" يكتب الجزائري إبراهيم المليكي عن "أدب الخرافة" الذي  يُعَدّ  من أقدم وأغنى أشكال التعبير الشعبي في الثقافات الإنسانية، إذ يجمع بين البساطة في الحكاية والعمق في الدلالة. فهو أدب ينتمي إلى الذاكرة الجمعية، ويعكس رؤية الإنسان الأولى للعالم من خلال الخيال والأسطورة والرمز، قبل أن تتبلور المفاهيم العلمية والفكرية الحديثة. تنبع أهمية هذا الأدب من كونه مرآة للوعي الجمعي، ومعبّرًا عن حاجات الإنسان إلى تفسير المجهول، وترويض قوى الطبيعة والمصير عبر الحكاية والرمز.
ويرى المليكي أن الخرافة ليست مجرد قصة غريبة أو غير واقعية، بل هي نصّ رمزي يعكس إيمان الجماعة بوجود عوالم خفية تتقاطع مع عالم الإنسان. إنها صيغة تخييلية للمعرفة، يستخدمها العقل الجمعي لتفسير ما يعجز عن إدراكه بالعقل المنطقي. ومن هنا، اتخذت الخرافة مكانتها بوصفها جزءًا من "الأدب الشعبي الشفاهي" الذي يُروى ويتحوّل ويتجدد عبر الأجيال.

وفي باب "قصة" يكتب مصطفى عمار مجموعة نصوص قصصية قصيرة جدا تحت عنوان"فلسطين" ومن أجوائها :
صرخة
اجتمعوا لنصرته، انتهى الاجتماع بالاتفاق على إرسال قوات خاصة، معونات عسكرية، غذائية. مروا بين الجثث صامتين، صافحوا العدو أعطوه كلَّ شىء، عادوا يتابعون المجازر عبرالتلفاز.
زيتونة
جلستْ بمفردها تحتَ غصنِ الزيتون حزينةً، دَرْسُ اليُتْمِ صَعبٌ على ربيعها الخامس. خَيّمَ الليلُ، حملتْ وسادتها ومضتْ. في الصباح أيقظتها الشمسُ بجوار قبر والدها.
عادل
بكت عليه حمائم الوطن يوم الميلاد.. تتذكره أسدًا على أبوابها تعوي أمامه الذئاب، تبسمت له الأرض.. يومها صافح أحمد عيسى وموسى، تحت راية العدل.. في مدينة السلام.
وكذلك تكتب أمل زيادة في" باب خواطر وآراء"  مقالها الثابت بعنوان" كوكب تاني" الذي تكتب فيه خواطرها حول قضايا الساعة .وتكتب هذا الأسبوع مقالا تحت عنوان"عالم مواز" حيث تقول: أثبتت التجربة أننا شعوب تموت إذا توقفت على الحلم،  ربما لأنها الشيء الوحيد الذي يجعلنا نتحمل الظروف ونتخطى الصعاب.
الأحلام...ذلك العالم الموازي الذي يكشفنا لأنفسنا.
 تبدأ أحلامنا في لحظة ما بين النوم واليقظة، حين يهدأ الجسد وتتحرر الروح من صخب الواقع، تبدأ في نسج خيوطها، خيوط شفافة لكنها متينة بما يكفي لتكشف عن أعماقنا المخفية. ربما لأنها ليست مجرد صورٍ عابرة أو هذيان ليل، بل هي اللغة التي تتحدث بها النفس حين يُخرسها النهار، والمرآة التي تجرؤ على إظهار ما لا يجرؤ الواقع على قوله.

مساحة إعلانية