مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

إيمان بدر تكتب : مخاوف الطلاب وأولياء الأمور قبل امتحانات التيرم الأول

2024-12-22 17:05:52 - 
إيمان بدر تكتب : مخاوف الطلاب وأولياء الأمور قبل امتحانات التيرم الأول
وزير التربية والتعليم

❒ كالعادة المناهج طويلة والمدرسين لم يكملوها والأطفال أصيبوا بحالات اكتئاب


مع اقتراب امتحانات الفصل الدراسي الأول يتصاعد القلق والتوتر في كل بيت مصري وتتكرر عبارات من نوعية ( المناهج طويلة والمدرسين لم يكملوها)، ولكن هذا العام يبدو الأمر مختلفاً وربما تتزايد الضغوط علي الطلاب وأسرهم خاصةً الأطفال في المرحلة الابتدائية، لأن قرار وزير التربية والتعليم الزمهم بالحضور في المدارس ووضع حد أقصي لأيام الغياب بالإضافة إلي التقييمات الأسبوعية والشهرية كلها سببت حالة من التوتر للطفل وأسرته، خاصةً أن كل هذه المحاولات لم تقضي علي الدروس الخصوصية بل زادت من لهفة أولياء الأمور علي إيجاد مدرسين بمواصفات معينة، في كثير من الأحيان لا يشترط الكفاءة ولكن لابد من أن يكونوا علي علم بما يسمي (تريكات الامتحانات) ولديهم خبرة في اختصار وتلخيص المناهج وتحويل الكتاب المدرسي إلي مذكرات وملازم وملخصات، ولكن التحدي الأكبر لقدرات المستر هو ألا تأتي أسئلة الامتحان من الأجزاء المحذوفة، والأمر هنا لا يعتمد علي الفراسة أو الخبرة بقدر ما تدور في فلك العلاقات ومدي قربه من واضعي الامتحانات خاصةً امتحانات النقل التي لا تحاط فيها الأسئلة باستحكامات لمنع تسربها كما يحدث في الشهادات وإن كانت هي الأخري تواجه كل عام خطر التسريب.
وعلي ذكر تسريب امتحانات الشهادات خاصةً الثانوية العامة يواجه وزير التربية والتعليم الحالي  وبالرغم من أنه أصدر تعليمات تتعلق بمنع دخول الطلاب والطالبات والمراقبين والمشرفين إلي لجان الامتحانات بأجهزة الهاتف المحمول أو اللاب توب، ولكن تلك القرارات لا تختلف عما يحدث كل عام ومع ذلك تتسرب الامتحانات من عام إلي آخر، ومن وزير إلي آخر.
وعلي جانب آخر يؤكد الخبراء التربويون أن أكبر تحدي يواجه أي وزير هو البيئة التعليمية نفسها بمعني أن كثافة الفصول الدراسية من ناحية وصعوبة المناهج الدراسية من ناحية أخري تمثل أعباء علي كاهل الطفل وأسرته، كما إن إلزام الطالب بالحضور يومياً لم يقضي علي الدروس الخصوصية حتي أصبح الطفل يخرج من بيته في السادسة صباحاً إلي المدرسة ومنها إلي درس في مادة معينة ثم يخرج منه علي درس مادة أخرى، ليعود إلي منزله ربما في السابعة مساءاً أو بعد ذلك في حالة من الإرهاق الجسدي والضغط النفسي تجعله علي حد تعبير أحد التلاميذ في الصف السادس الابتدائي ( مش قادر يفتح عينيه) ومتراكم عليه واجبات المدرسة والدروس الخصوصية، ويتزايد الضغط عليه كلما اقترب موعد الامتحان، حتي أصبحت كوابيس الامتحانات تطارد الطفل وتظل تطارده حتي بعد أن يكبر ويتخرج لنجد أن غالبية الناس يشاهدون في المنام أحلام علي طريقة أنهم لا يستطيعون الوصول إلي لجنة الامتحان أو أن ورقة الأسئلة أمامه وهو لا يستطيع أن يقرأها، ويفسر أساتذة علم النفس التربوي هذه النوعية من الأحلام بأنها ترتبط بالضغوط التي عاني منها الشخص وقتما كان طفلاً أو مراهقاً أثناء دراسته، لأن حاجة الطفل والصبي إلي الحب والتقبل والترفيه واللعب يجب أن تتفوق علي جرعات الدراسة خاصةً تلك التي تعتمد علي الحفظ والصم والاستظهار بدون أنشطة وفعاليات تجذب الطالب إلي المدرسة وتخفف من الضغط الواقع عليه، كما يتعين علي أسرته ألا تحاصره بأفكار مزعجة وتهديدات بعقاب وحرمان حال عدم الحصول علي درجات عالية، لأن الأزمة هنا لا ترجع إلي تقصير من الطالب نفسه ولكن مازالت المنظومة التربوية والتعليمية كلها بحاجة إلي تعديلات بدءاً من تخفيف المناهج الدراسية وتقليل كثافة الفصول وإضافة أنشطة ثقافية وفنية ورياضية وترفيهية، والأهم من إلزام الطالب علي الحضور للمدرسة بذل جهود من أجل جذبه إلي المدرسة، وكذلك إلزام المدرس بأن يقدم كل ما لديه في الفصل وتعويضه بمرتبات مجزية عن الدروس الخصوصية حتي يجد التلميذ بعد المدرسة وقتا للراحة والترفيه واللعب.

مساحة إعلانية