مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

إيمان بدر تكتب :متى تتراجع الاسعار متأثرة بصفقة رأس الحكمة وغيرها؟

2024-03-02 17:28:10 - 
إيمان بدر تكتب :متى تتراجع الاسعار متأثرة بصفقة رأس الحكمة وغيرها؟
صورة تعبيرية
منبر

- تبدأ بالبيض والدجاج خلال شهر رمضان وتواصل الانخفاض إلى الأعياد.


- مخاوف من ارتفاع أسعار البنزين والغاز الطبيعي وتشجيع التنافسية هو الحل.
-
بمجرد أن طالعتنا وسائل الإعلام بانباء صفقة رأس الحكمة وتم تداول رقم ال ٣٥ مليار دولار، أمسك كل منهم بهاتفه المحمول المزود بآلة حاسبة وبدأ يحسب نصيبه لو تم توزيعها على المواطنين بالتساوي، لنتذكر ما حدث وقتما قيل أن ثروة الرئيس الأسبق الراحل حسنى مبارك ٧٠ مليار دولار، وكأن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان لديه قدرة على التنبؤ بما سيحدث حين قال في نقاش مع أحد النواب ( عايزننا ندى الناس فلوس فى أيديها ولا إيه ، إحنا بنأسس دولة).
ويفسر الاقتصاديون الفارق بين أننا ندى الناس فلوس في أيديها وبين أننا نأسس دولة، بفكرة التمويل عن طريق العجز بمعنى أن توسع أى حكومة في طباعة عملات نقدية وتوزيعها على الناس على سبيل العلاوات وزيادة المرتبات والأجور والمعاشات بدون غطاء سلعى لذلك يؤدى لا محالة إلى ما يعرف بالكساد التضخمى وهو ببساطة ( إن الناس تبقى معاها فلوس ومش لاقيين بضائع يشتروها) نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل جنونى وعدم التناسق بين العرض والطلب لتصل إلى نقص بعض السلع واختفاء أو بالأدق إخفاء بعضها الآخر.
وبالعودة إلى صفقة مدينة رأس الحكمة التى تم إبرامها مع إحدى شركات دولة الإمارات العربية المتحدة، نجد أنه بالطبع لن يتم توزيع الأموال على الناس بشكل مباشر، ولكن تراجع سعر الدولار أمام الجنيه يساوي استيراد كميات أكبر من الأعلاف والإفراج عن شحنات جديدة من العلف والأدوية والامصال المعالجة لأمراض الدجاج، ولأن دورة الاستثمار في مجال الثروة الداجنة قصيرة مقارنة بباقى السلع، لمس المواطن بالفعل تراجع سريع في سعر طبق البيض يتبعه تراجع في أسعار كيلو الدجاج، وبنفس الأسلوب يتوقع الخبراء أن تتراجع أسعار باقي السلع الغذائية تدريجياً خاصةً تلك التي تعتمد على الاستيراد، أو حتى المنتجة محلياً وكانت الدولة تضطر لتصديرها لتوفير الدولارات، يمكنها الآن أن تبطئ قرارات التصدير وتقلل الكميات لصالح المطروح في السوق المحلية، وبالتالي اختفى شبح أزمات نقص السكر والأرز والدقيق والزيت خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، خاصةً وأن مصر تستورد الاقماح من روسيا والزيوت النباتية من البرازيل وكلتاهما من دول مجموعة البريكس أى أن التبادل التجاري بالعملات المحلية وليس الدولار، كما يتوقع عدم تصدير كميات كبيرة من البصل والثوم هذا العام لصالح ضبط الأسعار محلياً، على خلفية قدرة الدولة على توفير مبالغ دولارية كبيرة من صفقات الشراكة بديلاً عن تصدير سلع يحتاج إليها السوق المحلي.
وفي هذا السياق يتشكك البعض من خطورة تراجع الصادرات المصرية، ولكن الآراء المتفائلة ترى أن توسيع دائرة الشراكة مع مستثمرين عرب وأجانب يساوى زيادة الصادرات ولكن في ظل زيادة الإنتاج وليس تعطيش الداخل لصالح الخارج، بمعنى أن المناطق الصناعية والاستثمارية الحرة القريبة من المواني والمطارات المخصص إنتاجها للتصدير مع تشجيع المصدرين سوف تتجه بإنتاجها إلى الخارج مباشرةً دون أن يتأثر السوق المحلي، ولهذا السبب أنشأت الدولة بنية أساسية من طرق دولية وموانئ ومطارات ومناطق صناعية واستثمارية حرة لأنه لن يأتى مستثمر إلى دولة لا توفر هذه الإمكانيات، وماكانت رأس الحكمة لتباع بهذا السعر الضخم لولا وجود طرق ممهدة تربط الساحل الشمالي الغربي بالقاهرة وباقى المحافظات، وما كانت المدن المطلة على ساحل البحر الأحمر لتجد من يشتريها لولا وجود نفس الطرق وتعمير سيناء وباقى المدن القريبة منها.
وعلى جانب آخر ظهرت مخاوف من ارتفاع أسعار البنزين والغاز الطبيعي للسيارات حال بيع شركة وطنية للخدمات البترولية، ولكن يبقى الحل الامثل هو التنافسية وعدم احتكار جهة واحدة أو دولة واحدة لهذا النشاط التجاري الهام، لتظل كل جهة مالكة لمجموعة محطات تنافس الأخرى على الجودة والأسعار التنافسية، وتظل الدولة محتفظة بدورها الرقابى الصارم على الجميع.
وبنظرة إلى المستقبل القريب نجد أن من يشترى مدينة مثل رأس الحكمة أو رأس جميلة أو غيرها لن يترك مليارته مجمدة بل من الطبيعي أن يبدأ فوراً في أعمال البناء والتشييد ثم افتتاح مشروعات سياحية عملاقة وفنادق تنافس أكبر منشآت العالم، والنتيجة تشغيل لملايين الشباب في المشروع نفسه والخدمات المحيطة به، وارتفاع مستوى دخول ومعيشة هؤلاء ينعكس بالطبع على القوة الشرائية للمواطنين وعلى حركة انتعاش الاقتصاد الوطني بشكل عام.

مساحة إعلانية