مساحة إعلانية
مطلوب المزيد من ( الحشاشين) وتحديث قديمنا أفضل من محاولات التمصير الفاشلة لثقافات غريبة.
( بابا جه) مفاجأة الكوميديا الهادفة وبعض الآباء اعتبروها كوميديا سوداء.
رسالة إلى محمد سامى: أسلوب فاضل وفردوس غير مناسب للجيل الحالى وجمهور عفاف شعيب غاضب من ( محارب).
لا أرغب في تكرار ما قيل دفاعاً عن رائعة ( الحشاشين) لأن العمل ليس متهماً يدافع عنه جمهوره ولكنه مثل باقي أعمال المبدع عبد الرحيم كمال ناقوس يدق ليفضح تجار الدين ودعاة العنصرية والتعصب والعنف في كل العصور وكل المذاهب والديانات، حيث يجيد الكاتب صعيدى الأصل صوفى النزعة إضفاء صفة الحداثة والانية على ما هو قديم ليكشف ويفضح التاريخ الدموى للإرهاب الأسود عبر العصور، فنجدهم تارة بزعامة طارق لطفي في (جزيرة غمام) وتارة أخرى يكفرون ( الخواجة عبد القادر) ويهدمون ضريحه مثلما جاء حسن الصباح ليفتى بقتل مؤذن عجوز لمجرد رفضه الانضمام إلى جماعتهم عملا بمبدأ ( من ليس معنا يقتل) الذى تطور في عصرنا الحاضر إلى ( يا نحكمكم يا نقتلكم)، ليكتشف المشاهد أنه لا فرق بين الحشاشين والخيالة وبين الإخوان والدواعش بل والصهاينة، وكل من يرفع شعار ( إحنا الاخيار شعب الله المختار وماعدانا فهم الاغيار الكفار) ، أو دماءهم (حلال وأموالهم غنيمة ونسائهم سبايا) بصوت القدير أحمد راتب أمير الجماعة الإرهابية في فيلم ( الإرهابي)، ولأن عبد الرحيم كمال هو امتداد لوحيد حامد ولينين الرملى وباقي الجنود المتطوعين في جيش محاربة الإرهاب بالفكر والفن، من المنطقى أن يكتب أعماله بلهجة يفهمها البسطاء، بعد أن ظل المثقفين يكلمون أنفسهم في غرف مغلقة لا يفهمها الناس ولا يعرفون عن تجار الدين سوى أنهم ناس طيبين وبتوع ربنا، ومن ثم يصبح منوط بالفن تقديم مزيد من الأعمال التى تواجه الإرهاب والفكر المتطرف ولا تقتصر على المؤلف عبد الرحيم كمال بل لابد من استنساخه مثلما كان لدينا إلى جانب وحيد حامد ولينين الرملى آخرون عظماء أمثال بشير الديك ومحفوظ عبد الرحمن واسامة أنور عكاشة ومحمد صفاء عامر ويوسف معاطى وغيرهم.
ولأن هذه الأسماء أجادت تشريح الواقع المصري من داخل البيوت في كل المستويات الاجتماعية والفئات العمرية دائما ما يجد مؤلفو الدراما حالياً في أعمالهم مادة خصبة لإعادة الإنتاج والتحديث مع إضافة الظروف المحيطة من الواقع الحالي، وفي هذا السياق نجد أن مسلسل ( امبراطورية م) لخالد النبوى الذى اقتبس فكرته من رائعة إحسان عبد القدوس التى قدمتها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامه في فيلم بنفس الإسم، نجده أفضل بكثير من أعمال أخرى تم تمصيرها أو بالأدق مسخها مسخ من ثقافات ومجتمعات لا علاقة لها بالواقع المصري، وهو ما ينطبق أيضاً على المسلسل الكوميدي ( أشغال شقة) الواضح محاكاته لفيلم صباح الخير يا زوجتي العزيزة للراحل صلاح ذو الفقار والرائعة نيللى، وإن كان صناع المسلسل لم ينتبهوا إلى خطأ يتعلق بعدم وجود طبيب شرعى يستطيع دفع راتب شغالة مقيمة إلا إذا كان مرتشى.
ومن الطب الشرعي إلى المحاماة حيث مسلسل ( نعمة الافوكادو) كعادة أعمال المخرج محمد سامي لزوجته النجمة مى عمر، تذكرنا بمسلسلات أخرجها المبدع محمد فاضل لزوجته الفنانة فردوس عبد الحميد ومن أجل عيونها كان يلوى عنق الدراما ليقدمها في صورة ملائكية أو ربما تفوق الملائكة من حيث القوة التى تجعل الأشرار يخافونها والطيبون يحبونها لتهزم هؤلاء وتجيب حق أولئك بينما هى مظلومة في الحب مطعونة في أنوثتها، ربما تقبلنا نحن مواليد الثمانينات هذه النوعية من الدراما على أساس إن ( هو ده اللي لاقيناه) ومن قلة الاختيارات والبدائل، ولكن بالطبع لن يتقبلها الجيل الحالي بسهولة.
وعلى ذكر دراما الثمانينات التى تعتمد على شخصية الفارس المغوار نصير الغلابة قاهر الأشرار، تذكرنا شخصية ( محارب) التى يقدمها حسن الرداد بالشخصيات التى قدمها الزعيم عادل امام والقدير نور الشريف والمبدع أحمد زكى في أفلام الثمانينات، وإن كان جمهور الفنانة القديرة عفاف شعيب غاضب من مشاركتها في المسلسل بدور صغير لا يتناسب مع إمكاناتها وتاريخها كما جاء أداءها أقل من قدراتها التى يعرفها من يعرف زينب في مسلسل ( الشهد والدموع) وغيره.
وإذا كانت عفاف شعيب قد فاجئت جمهورها مفاجأة غير سارة بقبولها دورها في مسلسل ( محارب) فإن اكرم حسنى فاجئ الجميع بمسلسله الرائع ( بابا جه) الذى يطرح بكل سلاسة ورشاقة فكرة يعتبرها الآباء كابوس أو كوميديا سوداء وهى أن يتحول الأب إلى مجرد ممول أو ماكينة اى تى أم بمجرد خلوها من الأوراق المالية تتحول إلى شئ مالوش لازمة يجب التبرع به أو حتى بيعه وعرضه للإيجار.