مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

إيمان بدر تكتب :خريطة الصراعات والحروب في المنطقة والعالم خلال الفترة المقبلة

2025-01-14 13:33:52 -  تحديث:  2025-01-14 13:35:51 - 
إيمان بدر تكتب :خريطة الصراعات والحروب في المنطقة والعالم خلال الفترة المقبلة
مصر

❒ كيف تتأثر مصر بالمصالحة الصومالية الإثيوبية برعاية تركية ولماذا انتهت أزمة الهند والصين في هذا التوقيت؟

❒ كيف تتحول الأزمات الجيوسياسية إلي صفقات اقتصادية مليارية علي يد الرئيس الأمريكي المصنف رجل أعمال؟


❒ مستقبل غزة وسوريا والأردن وليبيا إيران في ظل ولاية ترامب


ليست مصادفة أن يختتم عام 2024 المنقضي بحزمة من التصالحات والاتفاقيات بين العديد من الأطراف التي كانت متنازعة علي الصعيدين الاقليمي والعالمى، حيث بدأ الأمر بإعلان وقف إطلاق النار بين اسرائيل والحكومة اللبنانية، بعد أن تمكن الكيان الصهيوني من تصفية حزب الله اللبناني الموالي لايران وإحتلال ما شاء من جنوب لبنان، ليتحول إلي سوريا ويحكم قبضته علي هضبة الجولان متجهاً إلي العمق السوري عقب اسقاط نظام بشار الأسد وهروبه إلي موسكو، وعلي ذكر موسكو يبدو أن الحروب الروسية الأوكرانية سوف تضع أوزارها أو انتهت بالفعل بدون إعلان هدن أو إتفاقيات بمجرد إعلان المرشح الرئاسي الفائز دونالد ترامب أنه سيسلح كييف من ناحية، وبدأ انسحاب روسيا من قواعدها في سوريا من ناحية أخرى.
وعلي جانب آخر تم توقيع اتفاق اطلقت عليه وسائل الاعلام اتفاق " فك الأزمة" ما بين الهند والصين، بعد أكثر من ستين عامًا من الصراع ليس فقط علي المساحة الحدودية ولكن علي النفوذ البحرى، وكلتا الدولتين عضوتان مع روسيا في مجموعة البريكس التي انضمت له مصر، والتي أعلن ترامب أيضًا أنه لن يسمح لهم بإصدار عملة موحدة تضرب الدولار، وفي هذا السياق تسعي الصين إلي إحياء مباردة الحزام والطريق التي تمر من خلالها البضائع وشحنات النفط عبر قناة السويس المصرية، بينما تتجه الهند وتركيا وإسرائيل وقطر إلي مد أنبوب يمر عبر الموانئ الاسرائيلية ومن أجل هذا الحلم تم إحكام السيطرة علي غزة.
أما عن تركيا فهي التي اختتمت العام المنقضي بإعلان مصالحة بين الصومال واثيوبيا برعاية تركية، لتضمن تواجد لها علي سواحل البحر الأحمر والقرن الأفريقي بالتوازي مع تواجدها في شرق المتوسط حيث حقول الغاز الطبيعى، التي تشارك فيها مصر ناهيك عن الدور التركي في ليبيا غربًا حيث حقول البترول في الصحراء الغربية والساحل الشمالي الغربي علي الحدود مع مصر أيضًا.
وعلي الصعيد العسكري يؤكد الخبراء أن تواجد أردوغان سواء في سوريا أو ليبيا أو اثيوبيا لن يتعارض مع مصالح مصر وقدرتها علي تأمين حدودها وتواجد قواتها في الصومال علي سبيل المثال، ولكن لأن الحروب القادمة ليست عسكرية ولكنها حروب إقتصادية وصراعات علي مصادر الطاقة تسعي انقرة إلي أن تضمن لنفسها نصيب من كعكة الطاقة التي تتدفق وأيضًا من طرق الملاحة العالمية سواء القائمة بالفعل أو التي تتجه الدول إلي شقها وتفعيلها، وهو أمر لا يتعارض مع تحسن العلاقات المصرية التركية بدليل أن نفس العام المزدحم بالتصالحات إنتهي بزيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان شخصيًا إلي مصر ومباحثاته التي بدت ودودة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، علي هامش قمة الدول الثمانية.
وعلي ما يبدو يمكن ان نطلق علي هذا العام عام المصالحات بالفعل حيث شارك في نفس القمة الرئيس الايراني مسعود بزشكيان، وقبله حضر إلي القاهرة وزير خارجيته كما سافر إلي طهران وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الايراني الذي شهد أيضًا مقتل اسماعيل هنية رئيس حركة حماس في قلب العاصمة الفارسية، وهو ما يعني بداية نهاية الحركة الفلسطينية ويفتح أفاق جديدة أمام مستقبل قطاع غزة ومستقبل القضية الفلسطينية بشكل عام.
وعلي خلفية ذلك تسعي كل الأطراف إلي التقارب مع مصر، لأنهم يعلمون أن ترامب سيقود حربًا اقتصادية علي دولة الصين لتحجيم نفوذها في الشرق الاوسط وافريقيا، ليس فقط لصالح تركيا ودول الخليج ولكن علي القاهرة أن تستغل الفراغ الذي قد تتركه بكين في قلب الاميرة السمراء حال تفرغها للشأن الاقتصادي الداخلى، ومحاولة إنقاذ امبراطوريتها الاقتصادية من اسلحة ترامب التي لن تتوقف عند فرض رسوم إغراق علي صادراتها إلي السوق الامركيكية وربما الاروبية ولكن قد يتجه غلي عقد صفقات سلاح مع الهند لتستغل فترة الهدنة في تعزيز قدراتها العسكرية استعداداً لمواجهات قادمة أو بالأدق حرب بالوكالة يستخدم فيها ترامب نيودلهي كآداة للضغط علي بكين، التي سارعت هي الأخري لتوقيع اتفاق مصالحة مع الهند ليس فقط لتتفرغ للاقتصاد ولكن لدعم حلفاءها وابرزهم روسيا وكوريا الشمالية، والأخيرة تواجه تحرشات متكررة من تحالف الولايات المتحدة الأمريكية مع اليابان وكوريا الجنوبية، ينطوي علي المزيد من صفقات السلاح، والتي ليست ببعيدة عن اصابع المخابرات التي حاولت مؤخراً العبث في استقرار كوريا الجنوبية ودعم انتفاضات وتظاهرات شعبية بداخلها، ليس فقط لإبعادها عن المواجهات ولكن للتأثير علي قدراتها الاقتصادية القادمة بقوة.
ولا يمكن الحديث عن تحويل الأزمات الجيوسياسية الي صفقات سلاح لصالح أمريكا بدون التطرق إلي دول الخليج النفطية، التي تصالحت هي الأخري مع إيران وشهد العام المنقضي خطابًا تاريخيا لولي العهد السعودي الأمير محمدبن سلمان خلال استضافة الرياض للقمة العربية الاسلامية قال فيه نصًا أنه تشاور مع رئيس الشقيقة إيران، ولكن هذا لا يعني أن ممالك النفط سوف تتوقف عن تسليح جيوشها وتعزيز قدراتها في مواجهة الخطر الفارسي وإن كمن قليلا، كما ستتجه في الأخري بكل قوتها إلي دعم اقتصادها وتنويع مصادره حتي لا تظل معتمدة علي النفط ليس فقط لأنه مصدر للطاقة غير متجدد ومعرض للنضوب واسعاره تخضع للمتغيرات العالمية، ولكن أيضًا لاتجاه العالم نحو مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة حفاظاً علي البيئة وصحة الإنسان.
أما عن تأثير هذه العوامل علي مصر، فجميعها تصب في الاتجاه الايجابي حيث يتوقع خبراء الاقتصاد أن تتوقف الحروب والصراعات الجيوسياسية خلال العام الجديد وهو ما سيعيد لقناة السويس الازدهار ليس فقط من إيرادات العبور ولكن من تعظيم وتوسيع دائرة الاستثمارات الخليجية والعالمية في المنطقة الاقتصادية للقناة خاصًة مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وكذلك مشروعات التنمية السياحية والصناعية، وصولًا إلي إحياء حقول الغاز الطبيعي في شرق المتوسط ليعود إلي التدفق بعد التنقيب في آبار جديدة، وتمتد إلي الساحل الشمالي الغربي حيث محطة الضبعة التي ستركز فيها روسيا بعد توقف حربها مع اوكرانيا، وكذلك التنقيب عن البترول والغاز الطبيعي في منطقة الساحل الشمالي الغربي بتمويل خليجى، في حالة تحقيق الاستقرار في ليبيا بشراكة مصرية تركية .

مساحة إعلانية