مساحة إعلانية
الرئيس الحالي يراهن علي حرب أوكرانيا و عواجيز أوروبا ونساء عمليات الإجهاض
❐ يحذر العالم من حرب عالمية ثالثة وترامب اتهمه بسفك دماء الأبرياء في أزمة غزة منذ السابع من أكتوبر
❐ المزايدات تحسم المعركة من دعم الجمهوريين لتل أبيب وإشعال الحروب بقيادة التيار اليميني المتطرف وصولاً إلي مليارات إيران وتسليح حماس
يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قرر البحث في دفاتر التاريخ الأمريكي واللعب في الانتخابات القادمة بورقة ( الجمهوريون يشعلون الحروب)، ولأنه رجل مخضرم تجاوز الثمانين من عمره فلعله يجيد ربط الأحداث بين الماضي والحاضر، حيث استدعي في خطابه علاقة الرئيس الأمريكي الأسبق الراحل رونالد ريجان بروسيا حين قال للرئيس الروسي ميخائيل جورباتشوف ( اهدم هذا الجدار) ولأن ريجان أيضاً ينتمي للحزب الجمهوري فلم يكن الرئيس الأوحد الذي حاول الديمقراطيون محاسبة أو بالأدق معايرة ترامب علي أفعاله، لأنه وقتما كانت هيلاري كلينتون هي مرشحة الحزب الديموقراطي واتهمهم ترامب بتخريب منطقة الشرق الأوسط بوصفها جزء من نظام باراك أوباما كان رد كلاهما ( إن من أشعل النيران في المنطقة هو جورج بوش الابن وقبله الأب وكلاهما جمهوريان) علي طريقة و( وأنا مالي يا لمبى).
وفي سياق استدعاء الماضي أيضاً استعان بايدن في خطابه بأحداث الحرب العالمية الثانية وربط بين خطابه الموجه للشعب الأمريكي قبيل الانتخابات وبين خطاب الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت عام ١٩٤١ قبيل دخول أمريكا الحرب العالمية الثانية، ولأن الرجل لا يريد أن يحصد دعم الرأي العام الداخلي في بلاده فقط ولكنه يغازل الحلفاء في الخارج أيضاً، فقد أكد بشكل مباشر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتوقف عند أوكرانيا وحدها وطموحاته تهدد أوروبا ( القارة العجوز) ومن ثم يري الرئيس الأمريكي أن ما أسماه العالم الحر بات في خطر، في مواجهة زحف القيصر الروسي، وكأنه لا يدري إن أوروبا تواجه خطراً آخر من الداخل يتعلق بتصعيد التيارات اليمينية المتطرفة التي دائماً ما تحدث انقسامات داخل المجتمعات وتستعدي الأقليات والمهاجرين وتوفر بيئة خصبة للعنف والإرهاب.
وعلي ذكر التيار اليميني المحافظ والمعروف بمواقفه ضد ما يراه الأمريكان حريات وأبرزها حرية الإجهاض، انتقد بايدن قضاة المحكمة العليا ذوي الميول المحافظة بشأن فقدان الحماية الدستورية للاجهاض، كما انتقد نواب الكونجرس لعدم إصدار المزيد من القوانين الداعمة لتسليح اوكرانيا في حربها ضد بوتين.
وعلي جانب آخر معروف أن ترامب أتهم منافسه بأنه حال فوزه في الانتخابات الأمريكية رقم ٦٠ والمقرر أن تجري في الخامس من نوفمبر المقبل، اتهمه بأنه سوف يشعل المزيد من الحروب لأنه من وجهة نظر المرشح المنافس هو الذي أفرج عن المليارات الإيرانية التي كانت مجمدة في عهد ترامب، وهو ما سمح لطهران أن تسلح حماس وتسفك دماء الأبرياء ( هو بالطبع يتألم علي الدماء الإسرائيلية والأسري من إسرائيل) ولكنه آثر أن يترك الأمر في العموم ليبدو وكأنه يخشي علي كل الدماء التي سالت في المنطقة منذ السابع من أكتوبر، وهو ما يزايد عليه الديمقراطيون أيضاً لأن المعروف عن الجمهوريون أنهم أكثر دعماً لإسرائيل من الديمقراطيين.
وعلي خلفية ذلك ينبغي علي العرب متابعة خريطة الانتخابات الأمريكية ولا نكتفي بإعلان النتائج نقلاً عن وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية في العشرين من يناير أي مطلع العام القادم.