مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

الحب..والحرب..والسفر .. للشاعر الكبير عبد الستار سليم

2025-10-30 06:03:34 - 
الحب..والحرب..والسفر .. للشاعر الكبير عبد الستار سليم
الشاعر والباحث عبد الستار سليم

(1) 

عندما يفجـُؤنا الحب على الميناءِ 
فى يوم السفر 
يثبُ القلب بصدري كحصان 
ويكُـفُّ الكون عن إيقاعِـِه 
بـِـضـْـع ثوان 
وتلـُـفُّ الدهشةُ الحَـْيـَرى 
رحابَ الأرض .. 
والأنجم  من أقواسها تطلق – في كـبـِد 
الليل – سهاما من غضب 

              (2)

حين َوَّدعتُـِك  سَـلـَّمتُـِك – فى الليل –
دراويشَ التـَّـكايــا  

ومفاتيحَ الحكايا
 والعواصم 
ومقاليد التـُّـخوم ْ
ْوتجاعيد المرايا 
وفدادين النجوم ْ
حين ودعتكِ  أودعتكِ سِـِّرى 
قلتُ عنه كلَّ ما يمكن عنه أن يقال ْ
ومضـْيـت 
ومضى قلبيَ يبنى فوق نهـَديـْـِك جسورا 
من أريج البرتقال 
وطيورا من رمال البر  والبحر، 
وغابات من الزيتون والتين الشهـِـيِّ الثـَّـغْـرِ
فى ليل العناق ْ
- آه  ما أقـْـسَـى الفراق ْ– 

           (3)

وركبنا مُـهـرة الريح التي تعدو 
بغابات النخيل 
وعصافير الـنَّـدَى المنثور  تبكى 
حينما اضطجع الفجر 
على سور البساتين التى كـفَّـت عن 
الإثمار عامًـا بعد عام 

           (4) 

كان نصـُف البدر يحبو 
فوق غيطان الأفُـق 
ورصاص اللحظة العجْـفاء يغتال حصاني 
وعواء العربات المسرعات.. فوق أسفلت الطريق 
يتمطـَّـى في عروقي 
وبكَـفـَّيَّ أُوارى جاهدا 
قـَـدحَ الشاي الذى يشربنى شيئـًـا  فشيئا 
عَـرَقي سال على وجه ارتباكي
فاستعـْرتُ النجم  والغيم  
وحيتان المحيطات 
وحيطان المغارات
القديمة
علـَّـها تخلع عنِّى نظرةً كانت 
لعيـْـنيـْـك بقلبي 
وتعـَّذبـْـت كثيرا 

              (5)

كانت الشمسُ  وماءُ البحر  ملـْـحا 
وصراخُ السُّـفن الراحلة الآن 
ودمعُ العين ، كوبُ الماء ، والأسماءُ  ، والأشياءُ ،
كل الكون صار الآن ملـْـحا 
كان نهداكِ، وأطفالُ قـُـرانا ، وحَـمَـاماتُ الموانى - 
لِـرَحيلي - أصدقاء 
- آه .. ما أحْـلى اللقاء –
... 
جاءني الصوت ُ الذي كان له
جُـلُّ انتظاري
و
 تجاهتُ  اصطبارى
وتجاهلتُ نداءات الصواري 
حين أهديت لِحُـوتِ البحر 
أوراق السفر.

مساحة إعلانية