مساحة إعلانية
بيزنس المكملات الغذائية ينتعش خلال هذه الفترة بسبب دخول المدارس واقتراب الشتاء وانتشار الأمراض الفيروسية
طوفان من الاعلانات تغرق صفحات التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك خلال هذه الفترة من كل عام، تتحدث عن مكملات غذائية مخصصة للأطفال والمراهقين أغلبها في شكل ( علكة المضغ) التي تعرف باسم الجاميز، يحتوي غالبيتها علي عناصر مثل حمض الفوليك اسيد لتقوية الشعر والبشرة والعضلات وكذلك اوميجا ٣ لزيادة التركيز وصحة القلب ومكملات الكالسيوم للعظام والمغنيسيوم لتعزيز النوم وأعشاب الروز ماري وغيرها من مضادات الأكسدة، وتعلق الشركات المنتجة لهذه المكملات لافتة أنها مستخلصة من مواد طبيعية وليس لها أعراض جانبية، بينما يصرخ الأطباء مطالبون الأمهات بعدم شراء مثل هذه المنتجات من صفحات السوشيال ميديا لكونها مجهولة المصدر ومشكوك في حصولها علي ترخيص وزاره الصحة، بل وحتي التي تباع في الصيدليات لا يجب تناولها إلا بعد استشاره الطبيب وتحت إشرافه.
وبما أننا نعيش أجواء بدء العام الدراسي الجديد بالتزامن مع قرب حلول الخريف والشتاء حيث تنتشر الأمراض الفيروسية والبكتيرية المعدية، ولدينا بالفعل فيروس كورونا الذي أصبح متوطنا ولحق به جُدري القرود وما يستجد من قائمة الأمراض، تتكالب الأمهات وكذلك الحوامل علي تناول المكملات الغذائية التي تحتوي علي مقويات للمناعة أبرزها فيتامين سي ودي وغيرها، بمعني أن الطفل يتعرف علي هذه العناصر منذ أن كان جنينا في بطن أمه، حيث تهتم غالبية الحوامل بتناول مكملات فيتامين بي ٩ (حمض الفوليك) لما يعرف عنه من قدرة علي الوقاية من أخطار تشوه الجنين ناهيك عن حماية الأم نفسها من تساقط الشعر إبان فترة الحمل، وتستمر رحلة الطفل مع المكملات الغذائية لتضاف إلي مكونات (لانش بوكس) المدرسة الذي أصبح لا يخلو من علبة المالتي فايتمز جاميز وعبوة النوتيلا أو الشيكولاته السائلة المدعمة بالحديد لمقاومة إصابة الطفل بمرض الانيميا المنتشر بين أطفالنا.
وعلي جانب آخر يحذر الأطباء من أن الإفراط في تناول المكملات الغذائية يسبب أمراض خطيرة تصل إلي تليف الكبد وضعف العظام وزيادة خطر النزيف الحاد الذي قد يسبب الوفاة، ناهيك عن تغيرات في الاستجابة للتخدير قبل إجراء العمليات الجراحية، ويمتد الأمر إلي تليف الجهاز العصبى، ليبقي السؤال هو لماذا تضاف هذه المكملات إلي روشتة بعض الأطباء حيث يؤكد الأخصائيون أنها تكون ضرورية مع الأدوية العلاجية بشكل تكميلي في حالات معينة أبرزها الفشل الكلوي الذي يصعب معه امتصاص العناصر الغذائية، مشددون علي أنها ليست أدوية معالجة وليست بديلة للغذاء كما يكتب بشكل صريح علي كل عبوة بحسب تعليمات وزارة الصحة أن هذا المنتج ليس دواء وليس بديلاً للغذاء.
أما عن البدائل الصحية التي يجب ألا يخلو منها صندوق طعام التلميذ أو الوجبة التي يجب أن يحصل عليها الإنسان عموماً فيجب أن تتضمن الخضروات والفواكه الطازجة بالإضافة إلي اللبن ومنتجات الألبان والبيض مع الألياف النشوية مثل البطاطا والبطاطس، وكذلك الأسماك كمصدر آمن للاوميجا، فيما يتعين التقليل من السكر والملح والدهون والمقليات والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة التي تحل محل المكملات الغذائية لدي البعض، بالإضافة إلي استبدال الدهون المشبعة بالدهون غير المشبعة، وهو بيزنس تتنافس فيه شركات الزيوت والسمن النباتي بكتابة عبارة غير مهدرجة علي العبوة.