مساحة إعلانية
تهديدات بحرب إقليمية في المنطقة الملتهبة
مصير بايدن ونتنياهو حال اندلاع الحرب ما بين انهيار شعبية الرئيس الأمريكي
وإنقاذ ما تبقى لرئيس الحكومة الصهيونية
خفايا زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي لواشنطن
ومخاوف من انقلاب عسكري لإسقاط حكومة الكيان المحتل
حقيقة الخلاف بين واشنطن وتل أبيب على خلفية أزمة غزة ومخاوف من تدخل إيران
منذ بدايات إندلاع الأزمة في قطاع غزة عقب أحداث عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، ومع تصعيد العنف الإسرائيلي ضد أهالى القطاع من المدنيين خاصةً النساء والأطفال، نشرنا وقتها تقرير بعنوان ( دماء الأبرياء في غزة تكتب المصير الأسود لبايدن ونتنياهو)، وفي سياق التقرير كشفت المصادر آنذاك عن خلافات خفية وراء الكواليس بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب الضغوط الدولية على الولايات المتحدة الأمريكية واتهامها بدعم جرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وامتد الأمر إلى إتهام بايدن رسمياً أمام محكمة العدل الدولية بالمشاركة في قتل وتجويع وتشريد الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، ولأنه مقبل على انتخابات رئاسية وجد منافسه اللدود دونالد ترامب في هذه الأحداث فرصة لتصعيد الهجوم على الرئيس الحالي واتهمه بأنه وراء قتل الأبرياء سواء من الإسرائيليين أو العرب، لأنه أفرج عن المليارات الإيرانية وسلم طهران أموالاً استخدمتها لتسليح حركة حماس ولولا ذلك لما اندلعت الحرب، بل وعم السلام المنطقة لو كان ترامب هو الرئيس لأنه يرى نفسه القادر على تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، وتفاقم هذا الشعور لديه مع توجيه إيران ضربة جوية ضد أهداف إسرائيلية وبالرغم من ضعف العملية ولكن يبقى أمن الكيان الصهيوني هو الهدف الذى يتنافس عليه الأمريكان ودائماً ما يشعل الصراع الإنتخابي بين الجمهوريين والديموقراطيين.
وعلى ما يبدو سيظل الحظ يحالف الرئيس الأمريكي السابق والمرشح القوى دونالد ترامب، في ظل تكرار إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار من جنوب لبنان حيث الحدود بين إسرائيل والمنطقة المسيطر عليها حزب الله اللبناني الموالى لإيران، حتى أجبرت حكومة نتنياهو على إجلاء غالبية المستوطنين اليهود من بلدة كريات شمونة الحدودية، التى تتعرض لقصف صواريخ حزب الله بشكل يومى، بل وتم استهداف مكتب رئيس البلدية افيخاى شيترن حين أطلق حزب حسن نصر الله صاروخ سقط بجوار مكتبه، حتى أن المسئول الإسرائيلي صرح بشكل مباشر أنه لا مجال لاستبعاد فكرة الحرب ولكن الخيارات المطروحة هى هل تبدأ الآن ام لاحقاً.
وفي سياق متصل تتعرض حكومة نتنياهو في الداخل الإسرائيلي إلى انتقادات تصل إلى حد الدعوة إلى انقلاب عسكري لإسقاطها، على خلفية فشلها في القضاء على حركة حماس وهو الهدف الذي زعم نتنياهو منذ اليوم الأول للحرب على غزة أنه لن يقبل وقف إطلاق النار إلا بعد تحقيقه، ووصل الأمر إلى استقالة بعض قادة الجيش الصهيوني ثم تصريح للمتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغارى أكد فيه أن هدف القضاء على حركة حماس لم يكن هدفاً واقعياً منذ البداية بل كانت فكرة مضللة للجمهور بحسب وصفه الذي يعد اعتراف صريح بفشل تلك الحكومة، وهو ما يعزز احتمالات لجوء نتنياهو إلى فتح جبهة قتال جديدة في لبنان لكسب بعض الوقت وحصد بعض التعاطف في ظل تضرر سكان المدن والقرى المتاخمة للحدود مع جنوب لبنان من صورايخ وضربات حزب الله.
وكما أشرنا من قبل إذا كان استمرار الحرب يصب في مصلحة نتنياهو فإنه ضد مصلحة جو بايدن لأن الحرب في غزة جعلته يبدو أمام الرأي العام العالمي والمحلى داخل بلاده في صورة المتواطئ على قتل الأبرياء، كما يلعب نتنياهو في الانتخابات بورقة إيران وفي حالة اشتعال حرب بين إسرائيل وحزب الله سوف تتدخل طهران بكل قوتها وهو ما ينذر بحرب إقليمية بل وربما حرب عالمية حال تدخل روسيا لصالح إيران وبالطبع أمريكا لصالح تل أبيب.
ولا يتوقف الخلاف بين أمريكا وإسرائيل عند حد ضغوط بايدن على نتنياهو لوقف الحرب، ولكن الأخير اتهم البيت الأبيض صراحة بأنه أوقف توريد الأسلحة للكيان الصهيوني، فيما أكد الرئيس الأمريكي أن التى تأخرت شحنة واحدة تحوى قنابل ولم يبد أسباب تأخيرها، وبالرغم من هذه الخلافات ولكن تتزامن الأحداث الحالية مع زيارة قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت لواشنطن أكد خلالها على حقيقة وجود خلاف بالفعل بين بايدن ونتنياهو لافتاً إلى أن السؤال لم يعد هل يوجد خلاف أم لا ولكن إلى أى مدى يمكن أن يصل هذا الخلاف، مشدداً على ضرورة توحيد الجبهتين الأمريكية والإسرائيلية في مواجهة ما أسماه ( أعداءنا المشتركين).