مساحة إعلانية
مصطفي معاذ
مرة واحدة فقط في حياتي كلها التقيت الدكتور احمد زويل الحاصل على جائزة نوبل وقد اسعدنا فيها بتجاربه الثرية إلا أن ما جعلني أشعر بقيمته الحقيقة فعلا هو أول لقاء تليفزيوني معه بعد حصوله على نوبل فسألته المذيعة عن فوزه بالجائزة فالتفت إلى الوراء قليلا باحثا عن أحد أو آحاد ثم قال...الفريق إللي معايا... فقلت كفي أنت مصري محترم جدا لم يقل أنا الوحيد في هذا العالم ولم يكن النجاح والتألق والتحقق العالمي ينسيه أن يكون هناك روح مخلصة تبحث عن كل من ساهم في إنجاح هذا السبق العلمي الدقيق الكبير.لم يقل أنا الأهم.انا الأفضل فذلك من كمال النقص أو نقص الكمال الإنساني ولما كان ذلك كذلك ذهبت لحضور ندوة له في دار الاوبرا المصرية وكنت في أيام الجامعة كلية الحقوق بجامعة القاهرة فظل الرجل ينصح بعدم تضييع الوقت الذي هو موضع وصوله إلى العالمية باقتدار سعد به كل مصري محب لتراب هذه البلاد العريقة المباركة الطيبة وقال في أبوة بالغة وحنان يليق بعالم متجرد يصلني أيها الأحباب والأصدقاء من أهل العلم في مجال البحث ما يقرب من 500 ايميل في اليوم الواحد فلو افترضنا أن يكون فتح كل واحد منهم بأخذ دقيقة واحدة فقط فلن أنجز شيئاً من الأبحاث العلمية قال فكنت افتح الإيميل الذي يتماس مع المنطقة التي أبحث فيها ومن ثم نجح هذا المصري الذي شرف بلاده بحصوله على جائزة نوبل في العلوم وهنا يجب أن نتعلم كيف يمكن لأحد أن يصل إلى أعمق نقطة ممكنة من النجاح الذي حققه الفريق وليس الفرد ومن هنا كانت الواحات المصرية في خير وسعادة ووفرة عندما كانت روح الجماعة أو لنقل الفريق هي الأساس في كل شيء أما فكرة الأفضل والأوحد والأغني والأقوي ونحو ذلك فإنها لا يمكن لعاقل أن يتصورها لما تحمل في طياتها من أنانية مذمومة وكذا مجافاة للمنهج العلمي الذي لا يغلق باب الاجتهاد فى أي مجال والأمر الثاني في فكرة أن يكون هناك سير منتظم نحو تحقيق هدف معين وهو ابسط تعريفات العقل البشري المهم أن باب الانطلاق والاجتهاد والمثابرة والنبوغ والتفوق مفتوح على مصراعيه أمام كل انسان مخلص صادق يؤمن بأن هناك روح مخلصة تبحث عن التألق والابداع المتدفق بقوة دون أن يؤثر نجاح وتالق أحد على نجاح غيره ومن اجمل الصور التي مست قلبي في إحتفاء بيت الشعر بالأقصر بالوادي الجديد عاصمة الثقافة المصرية هو صورة جميلة لفريق من شباب الواحات