مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تمتعت قوص: كحاضرة علمية وحضارية وكعاصمة للصعيد في العصور الوسطى ،بمكانة علمية وأدبية سامقة تمثلت في مدارسها العلمية بها وعلمائها وأدبائها ومعالمها الحضارية وآثارها الباقية مثل آثارها البطلمية و كنائسها الأثرية ومسجدها العمري.
ولذا فقد حظيت قوص على مر تاريخها بأعلام علماء مثل الشيخ علي بن دقيق العيد وابنه تقي الدين قاضي قضاة مصر في العصر المملوكي ، وبالشعراء مثل الصديقين الوزيرين الشاعرين في الدولة الأيوبية: إبن مطروح ، البهاء زهير الذي نذكر هنا من أشعاره التي تتجلى فيها الروح المصرية: إياك يدري حديثاً بيننا أحد فهم يقولون:الحيطان آذان من لي بنومي اشكو السهاد له فإنهم يقولون: إن النوم سلطان .
لو أقبلنا نحو العصور الحديثة ،لالتقينا بالشاعر أحمد محمد القوصي (١٨٦٥-١٩1٥) الذي عمل بالتدريس والصحافة بالقاهرة وتألق في فنون الشعر العديدة كالقصيدة الفصحى والعامية وكتب الموال الشعبي ومربع الواو ، ومما قال: الناس للكف باسطين والكل عاوز نوالك واللي خضع لك وباس طين للشر هوّا نوالك .
لمع في قوص شعراء ولدوا مع مطلع القرن العشرين وواصلوا المسيرة الإبداعية ليتواصلوا مع الأجيال التالية منذ سبعينيات القرن العشرين ومنهم الشاعر محمد أمين الشيخ (١٩٢٤-١٩٩٥) الذي تستوقفنا من إبداعه هذه الأبيات:
عقد من الفل الجميل تناثرت زهراته في شارع قدّامي تمشي عليه الحافلات تدوسه فحملت آلاما على آلامي وكأنما الزهرات حين تفتت قد خلتها فوق التراب عظامي .يواصل قطار الأدبي مسيرته بقوص ليصل بنا إلى عام ١٩٧٧والذي شهد ميلاد أول نادي للأدب بقصر ثقافة قوص باسم نادي البهاء زهير وظل محتفظاً بالاسم التاريخي المتميز حتى تم تكوين أول نادي للأدب طبقا للائحة المنظمة من قبل الهيئة العامة لقصور الثقافة بإنشاء نوادي الأدب عام ١٩٩٦ ، برئاسة/أحمد محمد حسن والذي واصل مع زملائه ،ممارسة النشاط الأدبي في الندوات والامسيات التي شهدت تألق نجوم عديدين وميلاد مواهب جديدة عديدة ، في مختلف مجالات الإبداع .
ضم تاريخ نادي الأدب بقوص على مدى ثلاثين عاماً من المبدعين من يستحيل ذكر أسمائهم في هذه الإطلالة ، ويكفي القول عن العمل المشترك الذي جمع جهود هؤلاء المبدعين والذي تمثل في سلسلة (كتاب البهاء) المطبوع بتقنية الماستر والتي بدأت مع بداية التسعينات حتى مطالع الألفية الثالثة والتي لاقت صدى طيبا عبر صحف: أخبار الأدب ، أدب ونقد ، الجمهورية وغيرها ، وفي مجال النشر أيضا اصطدر نادي الأدب كتاب (ريحة حنين) الذي ضم اشعار الراحل/سعيد عبد الهادي ، كما أصدر النادي أيضا كتاب (الأصدقاء الطيبون) في تأبين الشاعر الراحل/محمد أمين الشيخ ، كما قام نادي أدب قوص بتكريم أسماء الأدباء الراحلين مثل أحمد الصغير ، محمد الأمين خربوش ،الاسد العادلي ،احمد تمساح وغيرهم.
يضم نادي الأدب حالياً عدد ٣٧عضوا عاملاً ومركزيا وعدداً كبيرا من الاعضاء المنتسبين. ـاضافة إلى نادي الأدب بقصر الثقافة ، فقد رفدت الحركة الأدبية بقوص روافد أخرى منها:نادي النهار الأدبي بنادي الشعب الرياضي بقوص في الفترة من ١٩٩٠-٢٠٠٠ والذي أصدر كتابا ابداعيا في الشعر والقصة بعنوان (معبر للهديل)١٩٩٧، أما أحدث الروافد الأدبية بقوص فهو نادي (شمس الإبداع) بالجمعية الخيرية والذي يتواصل مع نادي الأدب بقصر الثقافة في تعاون ومشاركة تعتبر مثلاً يحتذى .
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
