مساحة إعلانية
في زمنٍ صار فيه المال معيارًا للنجاح، ينسى كثيرون أن المال ليس الغاية بل هو ثمرة الطريق ، المال أشبه بظلٍ يتبعك حين تسير بخطوات ثابتة، لكنه يهرب منك إن جعلته وجهتك الوحيدة ، ليست القضية في جمع المال، بل في الطريقة التي يأتي بها، وفي القرارات التي تحكم مساره ...
هنا تبدأ الحكاية: كيف نصنع مالًا يبقى، لا مالًا يذوب مع أول عاصفة؟
المال نتيجة لا هدف ...
من يضع المال هدفًا يضل الطريق، لأنه يركض وراء سراب لا ينتهي ؛أما من يعمل بضمير، بإتقان، وبنية صافية، يجد المال يطرق بابه دون أن يسعى خلفه. المال الحقيقي لا يُصنع بالركض، بل بالثبات على القيم والعمل الصحيح والإخلاص والوعي ...
أعظم الأموال ليست تلك التي تُحدث ضجة أو تُعلن عن نفسها بالمظاهر، بل تلك التي تأتي من عمل هادئ مثمر بدون ضجيج عمل مخلص ، ثابت، ومستمر
عمل نظيف، من جهد صادق، فماله يستمر ويكبر؛ لأنه ليس مجرد أرقام في حساب، بل قيمة معنوية تُشعرك بالرضا والكرامة؛ أما المال الذي يُبنى على الغش أو الأستعراض، سرعان ما ينهار لأنه بلا أساس فهو صاخب ؛ كالألعاب النارية يلمع لحظة ثم ينطفئ .. .
القرارات المتسرعة.. العدو الأكبر للمال
ليس العمل هو ما يُفقدك مالك، بل القرارات الخاطئة التي تُتخذ في لحظة أستعجال أو تحت ضغط ، المال يحتاج
إلي رؤية متزنة وصبر على النتائج
إلى حكمة هادئة وقرارات واعية
فقرار واحد متسرع قد يبدد سنوات من الجهد، بينما قرار حكيم قد يفتح أبوابًا جديدة للرزق...
المال ليس عدوًا ولا صديقًا، هو إنعكاس لطريقك ؛ إن جعلته هدفًا، أضاعك؛ وإن جعلته نتيجة لجهدك وتعبك جاءك فلتكن خطواتك ثابتة، وقراراتك واعية، وعملك بضمير، عندها ستجد المال يتبعك بلا ضجيج، كظلٍ وفيّ لا يتركك أبدًا.