مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب: من التاريخ .. بديع الزمان الهمذاني صاحب المقامات

2024-05-12 05:49:22 - 
الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب: من التاريخ .. بديع الزمان الهمذاني صاحب المقامات
الشاعر عبد الستار سليم

بديع الزمان أبو الفضل أحمد بن الحسين الهمذانى التغلبى ، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة ، استوطنت " همَذان " ، أما لقبه "بديع الزمان " فهو ما لقّبه به معاصروه  إعجابا بأدبه ،  و" أبو الفضل "  ليس  فارسى  الأصل ، بل هو عربى  مضرىّ تغلبىّ،  عنى به أبوه ، فأخذه بالعلم والتعلم منذ صغره ، وألحقه بحلقات العلماء ، ولا سيما العالم " ابن فارس" ، وُلد بديع الزمان  فى همذان فنُسب إليها ( كان مولده فى النصف الثانى من القرن العاشر الميلادى  الموافق  لنهاية العقد السادس من القرن الرابع الهجرى ) ، فقد عاش فى زمن الدولة العباسية ، وتعلم على يد  الشاعر واللغوى والأديب  " ابن فارس " ، انتقل بديع الزمان إلى "أصفهان "، فانضم إلى حلبة شعراء  الصاحب بن عبّاد ، ثم يمّم شطر " جرجان "  فأقام فى كنف  أبى سعيد بن منصور ، وخالط أسرة من أعيانها ، فأخذ من علمها الشئ الكثير ، ثم رحل إلى " نيسابور "  ، واتصل باللغوى الكبير  والأديب ذائع الصيت  أبى بكر الخوارزمى  - قبل أن تقع بينهما قطيعة ، تلك القطيعة التى   تسببت فى تهيئ مناظرة بينهما كان الفوز فيها  لبديع الزمان ، وذلك بفضل سرعة خاطره ، وقوة بديهته، فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء ،  وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة والتف حوله الكثير من طلاب العلم ،  فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة ( لم يبق منها سوى اثنتين وخمسين ) ، ولم تطل إقامة بديع الزمان فى " نيسابور " ، وغادرها متوجها نحو " سجستان "  ، ثم غادرها صوب " غزنة " ، حيث عاش فى كنف السلطان  محمود الغزنوى  معززا مكرما ، وفى آخر المطاف  ، حط  بديع الزمان رحاله  فى مدينة " هـرات "  فاتخذها دار  إقامة ، وصاهر أبا على الحسين الخشنامى - أحد أعيانها  وسادتها - فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة ،  وقد كانت الخاتمة ، ففيها لفظ أنفاسه الأخيرة  فى عام  1007م ، (الموافق نهاية القرن الرابع الهجرى )
وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربى ، وموطنه الفارسى  من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية ، وتضلعه فى آدابهما  ، فكان لغويا  وأديبا وشاعرا ، وقد كان يفخر بأصله العربى ، إذ كتب فى إحدى رسائله  (إسمى أحمد ،  و "همذان "  المولد ، و " تغلب " المورد "، و " مُضـر" المحتِـد")  ، يُعتبر كتابه -الذى يُعرف اليوم  بـ " مقامات  بديع الزمان الهمذانى "  - أشهر مؤلفاته ، والذى كان له الفضل فى وضع أُسُس هذا الفن وفتح بابه واسعا ،  ليَلِجَه أدباء كثيرون -أتوا بعده -  مثل أبى محمد قاسم الحريرى ،  وفريد الدين العطار ، وسعدى الشيرازى 
والمقامات عبارة عن مجموعة حكايات  قصيرة  متفاوتة الحجم ، جمعت بين النثر والشعر ، بطلها رجل وهمى  يدعى " أبو الفتح الإسكندرانى -أو السكندرى -   الذى عُرف بخداعه  ومغامراته وفصاحته وقدرته على قرض الشعر ، وحسن تخلصه من المآزق ، إلى جانب أنه شخصية فكاهية  نشطة تنتزع  البسمة من الشفاه ، والضحكة من من الأعماق ، أما راوى  مغامرات هذه الشخصية  التى تثير العجب  ، فهو رجل وهمى  يُدعى "عيسى بن هشام   "
ومن هذه المقامات : المقامة  الغيلانية ، والمقامة  البشرية ، والمقامة الجاحظية ، والمقامة الإبليسية ..!

مساحة إعلانية