مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

محمود رمضان الطهطاوي يكتب:في مديح المحبة "النجيب محفوظ"

2024-05-31 15:24:04 - 
محمود رمضان الطهطاوي يكتب:في مديح المحبة "النجيب محفوظ"
محمود رمضان الطهطاوي
منبر


بعد فوزه بنوبل صرح في حديث له وقال فيما معناه إنه سعيد بفوزه علي المستوي الشخصي، وسعيد للأدب العربي بهذه الجائزة، وفي نفس الوقت يشعر بالأسي لأن أساتذة عظام قبله لم يحصلوا علي هذه الجائزة أمثال طه حسن والعقاد وتوفيق الحكيم، وقال بالحرف الواحد: “ كان يجب أن يحصلوا عليها قبلي “ .
أنه نجيب محفوظ الرمز والعلامة، جيل الأساتذة الذين تربوا علي أساتذة وعرفوا قدر بعضهم دون تكلف أو رياء، لذا ازدهرت الحياة الأدبية والثقافية في عهدهم ، وقدمت لنا ثقافة رفيعة  ، واختلفوا فأسفر اختلافهم عن أفكار ورؤي أضافت للحراك والمشهد الثقافي والأدبي  الكثير . نموذج من النماذج الكثيرة التي كانت تضيء حياتنا الأدبية والثقافية، وكلما اطفئت شمعة انطفئ ركن أصيل من أركان ثقافتنا وأدبنا، وإن كانت مصر ولادة، والوطن العربي بأسره عامر بالأجيال التي تتوالد وتسلم الرايات، ولكن وسط هذا الركام والصخب نحتاج لجهد جهيد للفرز الآني وإن كانت الأيام ستبقي فقط علي الجيد ويُدفن الرديء والآني واللحظي في طي النسيان . ولكن نحتاج أن نتمسك بتلك القيم التي تشبع بها الأساتذة، ومنها عرفوا قدر من سبقهم، ومن تعلموا منهم . نحتاج لمواقف مثل موقف النجيب وهو في قمة سعادته وفرحته بجائزة نوبل يتذكر أساتذته وكان يتمني أن يحصدوا قبله ما حصد. إنها أخلاق الكبار الذين يعرفون قيمة غيرهم دون أن يتماس هذا مع قيمتهم، والناجح في أي مجال يسعد ويفرح بنجاح من حوله، ويدين لكل من قدم لها شمعة في طريق نجاحه، ويتباهي ويتفاخر بذلك. فهل نتعظ ونأخذ الدرس والعبرة من النجيب وجيله ومن سبقهم ؟! .

مساحة إعلانية