مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

سقوط شرعية المنظمات الدولية

2024-05-30 13:08:41 - 
سقوط شرعية المنظمات الدولية
وفاء ابو السعود
منبر

بقلم / وفاء ابو السعود
ليالي سوداء وحزينة باتت بها الشعوب العربية  بعد تلك المذبحة الوحشية التي قام بها وارتكبها جيش الكيان الصهيوني الهمجي ضد المدنيين العُزل من السلاح بضربه لخيام شمال غرب رفح وجنوب قطاع غزة، بعد نزوحهم لمرات متتاليه بحثا عن بقعه أرض امنه، مما ادي الي سقوط العديد من ضحايا الخيام والذين قد يصل عددهم الي ١٠٠ ضحيه غالبيتهم من النساء والاطفال فضلا عن الحرقى والمصابين 

اين العالم وتلك الممارسات الوحشية، واين المنظمات الدولية التي يجب ان يكون لها دور فعال في حفظ السلام والامن الدولي؟ 

فقد أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف هجومها الوحشي على رفح جنوبي قطاع غزة، كما أمرت المحكمة إسرائيل بفتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية، وقالت إن عليها تقديم تقرير بالإجراءات المتخذة في غضون شهر، فماذا حدث؟ 
هل هناك من حرك ساكنا بهذا الصدد؟ 

صدر قرار الأمم المتحدة رقم 2728 للمطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وقد تم التصويت على القرار من قبل أعضاء مجلس الأمن الـ 14، الا ان الولايات المتحدة امتنعت عن التصويت. ولم تستخدم حق (الفيتو) هذه المرة فماذا حدث؟ 

نجح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ٢٥ مارس ٢٠٢٤ في صدور قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار بين الجانبين. إسرائيل وحركة حماس ونص القرار على أن يكون "فورياً" و"تحترمه جميع الأطراف، وهو ما يُفضي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار". فماذا حدث؟ 

رحبت الجامعة العربية بقرار محكمة العدل الدولية وبالتدابير المؤقتة التي أمرت بها المحكمة، وألزمت إسرائيل باتباعها في القضية التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، فماذا كانت النتيجة؟ 

كما فشل أعضاء مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى توافق بشأن مسعى الفلسطينيين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، 

فاذا كانت قرارات تلك الهيئات والمنظمات قرارات ملزمة فلماذا لم يتم تنفيذها اذن؟ وان كانت غير ملزمه فما الجدوى من وجود تلك المنظمات، 

الحقيقة انها لم تكن يوما الزاميه، وان كانت الزاميه فليس لديها اي اجراءات تنفيذيه ولا يقوم المجتمع الدولي باحترامها او تنفيذها لذا فقد سقطت شرعيتها فهي مؤسسات شكليه واهيه. 

 ومن العجيب والغريب ان اسباب انشاء تلك الهيئات هو العمل على ثلاث ركائز منها حماية حقوق الإنسان، والسلم والأمن، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. والتي تنتهك علي مراي ومسمع العالم اجمع والتي ولله الحمد لم يتحقق احداها. 

من لضعفاء العالم طالما هناك من يتبع هذا النهج ويُطوع الامور لمصلحة اعوانه غاضين الطرف عن افعال حليفه باستخدام حق (الفيتو) ضد اي مشاريع او قرارات لمجلس الأمن بهذا الصدد مرة ومرة اخري برفض التصويت.

الا يوجد في هذا العالم رادع عن تلك الوحشية والهمجية في وسط هذا النظام العالمي الفاشل، وماذا ننتظر نحن العرب خاصه بعد ما يُفعل بشعب فلسطين وحرب السابع من رمضان وتدمير غزه واباده اهلها ومحرقة الخيام وقيام ذلك الكيان بأبشع جرائمه في تلك الحرب وسقوط الالاف واصابه الالاف وهدم البيوت والقري والمدن وتشريد الاسر.

لقد طفح الكيل ولم يعد لنا قدرة على الاحتمال، نحن في حاجه لنظام عالمي جديد يُؤسس علي مبادي فعليه، يكون لكل دول العالم فيه فرص متساوية وقرار ملزم، يسعى للوقوف في وجه هذا الظلم البين، ويضع اسس لعالم اكثر عدالة، عالم يقف فعليا في وجه الظالم ويرده عن ظلمه ، يضمن لمن يرغب ان يعيش بأمن وامان علي ارضه ان لا يُحارب ولا يُستفز ولا يُضحي بقطعه من ارضه فداء لأهواء ورغبات وحوش العالم.

مساحة إعلانية