مساحة إعلانية
هل علينا أن نصدق ما يحدث لأهل غزة ؟ وهل علينا أن نصدق بأننا من أمة الإسلام والعرب ؟ والله إنها لبعيدة مهو القرط ، لبعيدة بين ما كنا فيه وما نحن عليه الأن! حقاً بت لا أدري ماذا أقول أو أكتب عن الأحداث التي تمر في فلسطين - وها هي - الأيام تمر يوماً بعد يوم والعالم يسقط في غفلة الضمير فلا يجد من ينقذه من ويل الهوة السحيقة التي سقط فيها ، كانت من قبل تخرج علينا أبواق المنظمات الدولية لحقوق الإنسان وما علي شاكلتهاوكأنها تحمل جل الأوامر المقدسة للكتب السماوية والقوانين الدولية ، فسيدت نفسها خصما قوياً لكل من تسول له نفسه المساس بحقوق الإنسان ، ولأننا من يسمونه العالم الثالث - صدقنا في سهو تخلف كل هذه النداءات - بل نصبنا أنفسنا رعاة لكل المزاعم الغربية التي تفرضها علي هؤلاء المتخلفين بحد زعمهم أنها جاءت حامية للبشرية، ولكن الكذبة الكبري التي حملتها الدول الغربية المدعية لحمل مبادئ الديمقراطية والحرية كشفت عن سوأتها فبرز لنا هذه الوجه القبيح ، في أول تجربة يحتاج فيها هذا العالم الثالث الذي يحمل سمات الرجعية والتخلف إلي مد بساط العدل والمساواة والحرية وحقوق الإنسان ، وفي حين غفلة من أمرنا رأينا بأم أعيننا ماذا حدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان وكل بلد دبت عليه أقدام رعاة البقر ومن ناصرهم ، وكدنا نؤمن حق الإيمان بأننا في حاجة إلي رعاة البقر ليدبروا لنا أمرنا ويحموا أنفسنا من ولاة أمورنا! فخرجت كل بكر وثيب وكل الرجال وأشباه الرجال ليسوقوا هذا العالم المتخلف إلي حظيرة البقر التي يرعاها رعاة البقر ، صدقنا الكذبة ولكن الكذبة كف بصرها وشلت يدها وقطع لسانها علي عتبات القضية الفلسطينية للأبد فشممنا وشربنا سموم مبطلات القيم والأخلاق وهدمنا رموز الدين والفكر والثقافة وفككنا تقاليد الأسرة وروابطها ونزعنا ما في القلوب من روحانيات الإيمان فلا هوية تعرف ولا قومية تدرس ، وجاءت سكرة الموت في غزة لتمد تلك الأرواح بترياق تلك السموم فترتد الأعين مبصرة لتري الحقائق في وجوه الأطفال الجرحي والأمهات الثكلي والشهداء الذين تتناثر أجسادهم في كل فينة وأخري ، القضية واضحة وضوح الشمس ، لكن منصة العدل يتولي أمرها أكلة حقوق ولحوم - هاهي أمريكا تطل علينا كل لحظة بوجهها القبيح لتعلن غير أنها الراعية الشرعية للدولة الصهيونية ، بل إنها تتحدي العالم بأثرة قائلة: أن المحاكم الدولية ومجلس الأمن ما تم إنشاؤهم إلا ليكونوا عونا لأمريكا وحدها في ضرب من تسول لهم أنفسهم بمخالفة قانون أمريكا الأعظم ، فهي تمتلك سياط حق الفيتو الذي تواجه به كل قرار يخالف رغبتها .
hyasser10@yahoo.com