مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

إيمان بدر تكتب :كيف استعدت الدولة المصرية لمواجهة التحديات الاقتصادية

2025-02-19 15:43:34 - 
إيمان بدر تكتب :كيف استعدت الدولة المصرية لمواجهة التحديات الاقتصادية
مصر
منبر

خفايا العلاقة بين أزمات المنطقة الجيوسياسية وصغوط الإدارة الأمريكية وبين حلول شهر رمضان والاعياد وموسم الصيف.

يجمع الخبراء الاقتصاديون والمحللون المتخصصون في العلاقات الدولية أن الحروب والصراعات السياسية بالإضافة إلى الأزمات التي تهدد الأمن والاستقرار كلها تصب في اتجاهات اقتصادية تتصل بشكل مباشر بلقمة العيش كما يطلق عليها المصريون، وليست تجربة الحرب الروسية الأوكرانية ببعيدة ولم ننس كيف أحدثت أزمة في أسعار الدواجن بسبب الاعتماد على الأعلاف الروسية، وعلى ذكر الأزمات الاقتصادية وانعكاساتها على أسعار السلع الغذائية والخدمات من المعروف أن موسم شهر رمضان المبارك من كل عام تصاحبه عادةً مخاوف من ارتفاع أسعار سلع بعينها أبرزها اللحوم الحمراء والدواجن والبيض ومنتجات الألبان ولا يقتصر الأمر على البروتين الحيواني ولكن تقفز أسعار الفول والأرز وزيوت الطعام وصولاً إلى الدقيق والسكر خاصةً مع انتصاف الشهر الكريم واقتراب حلول عيد الفطر المبارك، الذى يحل مع بداية موسم الربيع واقتراب الأعياد المسيحية ثم موسم الصيف وكلها أزمات تتكرر كل عام بشكل جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتندرون على الأوضاع الاقتصادية بعبارات ساخرة من نوعية ( المرتب بيلعب في مجموعة صعبة فيها رمضان والعيد والصيف) علما بأن العام الدراسي لم ينته بعد بل تقترب اختبارات نهايته مع حلول عيد الأضحى ولا يخفى على أحد أن الاسابيع الاخيرة من السنة الدراسية تساوى قفزات في أسعار الدروس الخصوصية بسبب حصص المراجعة وملازم الملخصات النهائية ونماذج الامتحانات حتى أصبح لدينا تلاميذ يذهبون للدروس الخصوصية في بعض المواد خلال آخر شهرين فقط لحضور المراجعة النهائية والحصول على مذكرات ( الإعجاز في الإنجاز) و( الاختصار ينجح الشطار).
تلك الوقائع تعيشها البيوت المصرية جميعها أو على الأقل أغلبها وتتابع معها تداعيات الأحداث الجيوسياسية حتى أصبح رجل الشارع العادى الذى يجاورك في الميكروباص أو ربة المنزل التى تسأل عن سعر الفراخ ونص كيلو البانيه، اصبح كل من هؤلاء يتساءل ماذا لو أصر دونالد ترامب على مخطط تهجير الفلسطينيين وأصر الرئيس عبد الفتاح السيسي على الرفض، هل سيصبح الدولار بمئة جنيه، والفرخة بألف جنيه، ومما يدعوا إلى الطمأنينة بل وإلى الفخر أن هذا المواطن البسيط لم يعد فقط يدرك تأثير الأحداث على حياته ويلتمس العذر لدولته، ولكنه دائما ما يدعمها معلنا استعداده للتحمل إلى أقصى درجة مقابل حماية حدود بلاده وحقوق أهله بالتوازي مع حق أشقائه في فلسطين للاحتفاظ بارضهم وبناء بيوتهم بأيدينا نحن المصريين وباموالنا القليلة عملا بمبدأ ( هنطلع اللقمة من بوقنا ونبنى لهم بيوتهم ونرجعهم بلدهم) واضعاً كل الخطوط تحت كلمة بلدهم لأنها بالفعل بلدهم وارضهم، هذا الشعب المصري لم يكن الوحيد الذي رفض التهجير ولكن أتذكر في أواخر عهد الرئيس الأسبق الراحل حسنى مبارك وقتما تم تعديل قانون الجنسية المصرية ومنحها لأبناء المصرية المتزوجة من غير مصرى رفضت الجالية الفلسطينية في مصر بل ورفضت السلطة الفلسطينية نفسها حفاظاً على الهوية والقضية، لأن تجنيس أبناء الفلسطينيين بجنسيات أخرى سيؤدي على المدى البعيد إلى اختفاء هذا الشعب وضياع قضيته.
ولأن كل الطرق كما أشرنا تؤدي إلى غزة، لم يتوان المواطن المصري والدولة المصرية عن تقديم كل الدعم لشقيقه الفلسطيني ليس ليبقى ضيفا مهاجرا مدى الحياة ولكن لكى يعود إلى أرضه ويشارك مع اشقاءه في إعادة بناء بيته، وكلمة اشقاءه هنا لا تعود علينا كمصريين فقط ولكن توالت ردود الأفعال والمواقف المشرفة من كل الدول العربية التي أعلنت دعمها لمصر والأردن في رفض التهجير بالتوازي وبالتساوى مع كل تأييدها ودفاعها عن حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه وإقامة دولته، ولأن الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة يصبح حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتقضي الشعوب العربية والإسلامية  شهر رمضان المبارك في أمن وأمان وشبع واكتفاء، حسبما وعدهم رب العزة سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ( الذى اطعمهم من جوع وامنهم من خوف).
وعلى خلفية ذلك تقدم الدولة المصرية حالياً أقوى تطبيقا عمليا لشعار ( يد تبنى ويد تحمل السلاح وهناك يد ثالثة تزرع القمح ويد رابعة تفتتح المصانع ويد خامسة توقع اتفاقيات تبادل تجارى مع جميع دول العالم لتوفير بدائل وتنويع مصادر سلاسل الواردات بما فيها مصادر الطاقة والمحروقات)
حتى نستطيع أن نواجه شبح الأزمات الاقتصادية المتوقعة ونوفر السلع الغذائية والوقود دون أن يحدث نقص تواجهه الأسواق المصرية حتى لو حدثت أزمات في الأسواق العالمية نتيجة القرارات الانفعالية الترامباوية.

مساحة إعلانية