مساحة إعلانية
تطوير المناهج لا يحتاج إلي إلغاء مواد ولكن إعادة النظر في المحتوي لإزالة الحشو وإدخال مهارات التعلم الحديثة
❐ العودة للمدارس قرار شجاع يحتاج إلي تدعيمه بمجموعات تقوية حقيقية بأسعار تنافسية
❐ شائعات اصطحاب الأمهات مؤامرات إخوانية قليلة الحيلة تثبت قدرة الوزير علي التغيير
كنا من القلائل أو ربما الوحيدون الذين دافعوا عن تعيين وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف رغم عدم معرفتنا به ولا بحجم نجاحات مدارس أسرته التي كان يديرها قبل توليه الحقيبة الوزارية، ولكن لأننا نعلم بمن سبقوه وأنهم جميعاً ليسوا متخصصين في العلوم التربوية وإن كانوا من حملة الدكتوراه ولكنها في تخصصات مثل الهندسه الميكانيكيه وطب الأطفال والقانون الجنائي، باستثناء الدكتور رضا حجازي الحاصل علي ماجستير في أصول التربية ودكتوراه في التقويم ووضع الامتحانات ولكنه أكثر وزير لم يحاول أو حتي يعلن أنه يسعي لإحداث أي تغيير بل وعاقبته جروبات أولياء الأمور ( الماميز) لمجرد أنه جاء خلفا لفارس التغيير الدكتور طارق شوقي أول من أتجه إلي التغيير الجذري بطريقة الميكانيكي الذي فك المنظومة قطعة قطعة ولكن للأسف اصطدم بالواقع حين حاول إعادة تركيبها بشكل أفضل، وبالرغم من أن رضا حجازي لم يسع لأي تغيير بل حاول إعادة الأمور إلي ما كانت عليه ولكنه قوبل بعواصف انتقادات لاذعة وعوقب علي أنه كان أحد مساعدي طارق شوقي بوصفه من قيادات الوزارة.
أما عن الوزير الحالي محمد عبداللطيف فقد أثار أزمة منذ تعيينه بسبب ما قيل عن شهاداته غير المعتمدة من جامعات وجهات رسمية ولكن يكفيه أنها اعتمدت علي أرض الواقع حين مكنته من إدارة مجموعة مدارس وبرامج تعليمية حققت نجاحات دولية، ولا يعيبه أنها مملوكة لأسرته لأن القطاع الخاص يقوم علي تحقيق تارجت ومن يفشل في تحقيقه تتم الإطاحة به من الإدارة حتي لو كان رئيس مجلس الإدارة ذاته، ومن ثم يمكن اعتبار هذا الشخص هو الأنسب لدولة تتجه إلي ربط التعليم قبل الجامعي بالجامعي وربط الجامعات المصرية بالتوأمة مع الجامعات الدولية وصولاً إلي ربط الشهادة التي يحصل عليها الخريج سواء كانت جامعية أو متوسطة بسوق العمل المحلي والعالمي في ظل العمل علي جذب الاستثمارات الأجنبية لإقامة وإدارة مشروعات في مصر توفر فرص عمل للخريجين ولكن الخريجين اللائقين، بعد أن عانينا من المصانع التي تعلن أنها لا تعين المصريين رغم أنها تعمل علي أرض مصر وتحصل علي تسهيلات في المناطق والمجمعات الصناعية و محاور الاستثمار الجديدة.
وعلي خلفية ما سبق لا يكفي لتطوير المنظومة أن تقوم بتخفيف بعض المواد وإخراجها من المجموع لعدم توافر فرص عمل كثيرة للمتخصصين فيها، ولكن يتعين النظر في محتوي كل مادة لإزالة الحشو وإدخال مهارات التعلم الحديثة التي يعرفها عبد اللطيف جيداً من خلال مدارسه الدولية بمعني أنه لا يمكن أن نظل نعلم أبناؤنا الحاسب الآلي نظرياً بينما الأجهزة مغلق عليها أبواب الغرف لأنها عهدة، ولا تعلم لمواد مثل الكيمياء والفيزياء بدون معامل مجهزة واختبارات عملية حقيقية تضمن تقويم المستوي المهاري للطالب واكتسابه مهارات عملية ومستويات من الإجادة والجدارة بعيدة عن الحفظ والصم والاستظهار، بل تعتمد علي التفكير الإبداعي والنقد التحليلي المتطور القائم علي التجارب العملية والمحاولات المعملية.
وقد أتخذ الوزير بالفعل خطوات وإجراءات جادة نحو تحقيق هذا الهدف من خلال قرار إعادة التلاميذ للمدارس والالتزام بالحضور ودفتر الغياب، ولكن الهدف ليس فقط محاربة الدروس الخصوصية بإغلاق السناتر ولكن يتعين توفير بديل داخل المدرسة بحصص تقوية حقيقية بأسعار تنافسية بعد انتهاء اليوم الدراسي لا تكتفي بالفصول الاشبه بمدرجات السناتر، ولكن تستكمل التدريس في المعامل بل وتمتد إلي التدريب في المصانع ومراكز الانترنت والخدمات السيبرانية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصولاً إلي الذكاء الاصطناعي علي غرار المدارس التكنولوجية التي نجحت في بعض المحافظات وعلينا تعميم التجربة حتي في المدارس العادية لإكساب الطلاب المهارات والقدرات اللازمة لسوق العمل المحلي والعالمى.
وإذا كانت هذه القرارات قد لا تلقي قبولاً لدي جروبات الماميز التي تدير غالبيتها أولياء أمور من المنتميات لتيارات معادية للدولة فقد اشهرت بعض المجموعات سلاح الشائعات والتشكيك ، بإطلاق ونشر مزاعم خائبة من نوعية أنه سيلزم الأم علي الحضور مع أبنها ثلاثة أيام في الأسبوع وهو أمر تعالت معه صرخات الأمهات العاملات إذ كيف لها أن تترك عملها وتذهب مع التلميذ إلي مدرسته، وبالرغم من نفي الوزارة لهذا الكلام ( العبيط) ولكن مازالت أصداء تلك النوعية من الأقاويل تثبت إتجاه الوزير إلي إحداث تغيير حقيقي وهو ما يستفز كل من يريدون أن تبقي الأمور محلك سر أو تتراجع إلي الخلف، ليجد قليلي الحيلة مادة للصراخ والعويل واللطيم علي الشبكة العنكبوتية.