مساحة إعلانية
كتب- سيد طنطاوي
رجل عاش يضع أمامه حلم الانتصار على إسرائيل فقط، صدق التمني فتحقق له في النهاية وبعد لقى رب كريم، إنه المشير أحمد إسماعيل، الرجل الذي استدعاه الرئيس الأسبق أنور السادات ليقود حرب كسر الغطرسة الإسرائيلية أكتوبر 1973 إنه المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية، والقائد العام للقوات المسلحة في حرب أكتوبر.
في مفاجأة غير سارة له وقت الإعداد لحرب أكتوبر, قرر الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، إعفائه من منصبه فى الجيش بعد موقعة الإنزال بـ«الزعفرانة» عام 1969، فكان رده على الفريق محمد فوزي وزير الدفاع آنذاك "لو قامت الحرب استدعوني أحارب ولو بدرجة وبدلة عسكري.
هذا الرجل كان صادقًا في مقولته، فكانت أمنية حياته استرداد الأرض، فبعدها بشهور عاد على رأس القوات المسلحة قائدا للقوات، ومشيرًا للنصر.
تميز صبر المشير أحمد إسماعيل خلال فترة ابتعاده عن القوات المسلحة بأنه صبر المحارب الواثق أن معركة الحق لن تستغنى عنه أبدًا، لذلك كان لديه يقين وشعور صادق بينه وبين نفسه أنه سيعود إلى أفروله مجددًا محاربًا.
ولأن هذا الشعور كان في أعلى مراحل الصدق، ظل المشير أحمد إسماعيل يذاكر العدو الإسرائيلي في منزله، دون أن يكون في منصب رسمي، وهنا لا بد أن نُحي فراسة المقاتل فيه.
فى مايو 1971 كلفه الرئيس السادات بالقيادة العامة للقوات المسلحة، وفى يناير 1973 عينته هيئة مجلس الدفاع العربى قائدًا للجبهات الثلاث المصرية والسورية والأردنية.
بعد الحرب منحه الرئيس السادات رتبة المشير فى 19 فبراير 1974 اعتبارا من السادس من أكتوبر 1973 وهى أرفع رتبة عسكرية مصرية وهو ثانى ضابط مصرى يصل لهذه الرتبة بعد المشير عبدالحكيم عامر، وحصل أيضا على نجمة سيناء من الطبقة الأولى وتم تعيينه فى 26 أبريل 1974 نائبا لرئيس الوزراء.
قال المشير عن النصر: "لقد حققنا انتصارًا كبيرًا، بل انتصارًا مضاعفًا لأننى تمكنت من الخروج بقواتى سليمة بعد التدخل الأمريكى السافر فى المعركة، وكانت سلامة قواتى شاغلى طوال الحرب، وصممت على المحافظة على سلامة قواتى لأننى أعرف الجهد الذى أعطته مصر لإعادة بناء الجيش وكان على أن أوفّق بين ما بذل من جهد لا يمكن أن يتكرر بسهولة وبين تحقيق الهدف من العمليات، فقد كنت أعرف جيدا معنى أن تفقد مصر جيشها، إن مصر لا تحتمل نكسة ثانية مثل نكسة يونيو 1967 وإذا فقدت مصر جيشها فعليها الاستسلام لفترة طويلة.
بعد الحرب اكتشف المشير إصابته بمرض سرطان الرئة، فقاتل على جبهته أيضًا، لكنه فضل الاحتفاظ بإصابته بالسرطان سرًا، وغادر إلى لندن للعلاج، وهناك توفى فى 25 ديسمبر 1975.
جاء رحيل رجل الحرب بعد أيام من اختيار مجلة الجيش الأمريكى له واحدًا من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكًا جديدًا.