مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

الحمام والجرذان...بقلم إيمان العطيفي

2025-09-18 17:06:10 -  تحديث:  2025-09-18 22:51:40 - 
الحمام والجرذان...بقلم إيمان العطيفي
صورة تعبيرية
منبر

رجعتُ لكل ما كان قبلك ،استقيظ السادسة صباحا بغير افتقادِِ،لا أجيد ممارسة هواية وجبة الإفطار ،ادلف الى حديقتى الصغيرة التى افتقدتنى بصدق ،وتم احتلالها من الحشائش المتسلقة البغيضة ولم تنجو من بعض نباتات الشوك والنجيل الذى يمتص قاصدا كل ما بها من خيرات ،سأصلح ما أفسده وجودك ،وأرتب الحديقة مرة أخرى ،أعرف أن يدي سيجرحها الشوك ،واقدامي ستعرقلها النباتات السيئة التواجد، لن اهتم بنزف يدى ولن اسمح للمتسلقات على اسقاطى ارضاً،سأحاول وأفشل،واحاول وأفشل ،وأحاول حتى النجاح،سأرمم عشش الطيور التى تهدمت بفعل اللصوص الثعلبية،سأبدأ بصيصان صغيرة واتقن تربيتها كالمعتاد ،أشاركها حياتها يوما بيوم،أدفئها ليلا وأنشرها نهارا فى المساحة المخصصة لها  ،اترقب استلال الريش فى أجنحتها، واضحك لمحاولة الديك العفى منهم الصياح مبكراً،واحسب له الأيام الخاصة بحشرجة صوته حتى يجيد الصياح فى سابع اشراقة شمس لمحاولاته المبحوحة،سأعود لتربية الأرانب وأتركها تحفر أنفاقاً لا عدد لها تحت الأرض واسعد كلما رأيت انتاجها يتكاثر بشدة ،وأسعد أكثر كلما هاديت منها صديقاتى واقاربي ،للأرانب ألوان وأشكال تاخذ بألباب القلوب ،كما انها ستساعدنى على إخلاء الحديقة بالكامل من الحشائش الضارة التى امقتها بشدة سترعى الحديقة  تنظفها و تشبع وتتكاثر وتملأ البيت بالخيرات،لن أنسى برج الحمام والذى عششت فيه الجرذان والسواسي فهاجر الحمام بكل انواعه من بلدى ،لرومي،لأسكوفي ،بفعل الخوف ،الحمام لا يمكنه العيش مع مصاص الدماء والمتغذيون على اللحوم الحية ،سأفخخ البرج اولا لاصطياد ما استطيع من المحتلين آكلي اللحوم ومصاصي الدماء ،واستعين بالسم لاسقاط ما فر هاربا أو احتمى بجحر خفى عن الأعين  ،بعدها اطهر المكان بالماء المغلى المضاف اليه الكلور وبعضا من فصوص الشبة الزفرة لأتمم على نقاء المكان ،ثم استعين بمن يرممه ويسد جحوره بالأسمنت والمحارة ومن بعدها ادهن البرج باللون الأبيض لجذب الحمام الفار ولاستحسان الحمام المستجد.
نظرت الى الشمس وهى تعافر جاهدة لشق الظلمة والسطوع بقوة وامتلاك الفضاء ،تنفست بصعوبة ،شهيق تلاه زفير مختنق ،خلعت ردائها الجديد والذى لم يلق بها ابدا طوال الوقت ،مدت يدها  متناولة ردائها القديم ،نفضته من أتربة حطت عليه عنوة،ارتدته ، ربطت رأسها جيدا بوشاح  ،تناولت فأسها ،وفى قلب الحديقة بدأت من جديد.

مساحة إعلانية