مساحة إعلانية
كتب- سيد طنطاوي:
في الاحتفال بالعيد الـ50 أو اليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر، لا يُمكن نسيان أبطال المقاومة الشعبية الذين كانوا شرارة الانتصار حينما أكدوا ببطولاتهم أن الحرب مستمرة بعد هزيمة يونيو 1967.
المشهد بعد هزيمة يونيو أو النكسة كان شديد العتمة والسواد، وظن البعض أنه لا نور في نهاية النفق، لكن المقاومة الشعبية في السويس وبورسعيد أول من صرخوا في الناس بأن الأمل لا يُمكن أن يموت.
بعد الهزيمة كانت جثامين الضحايا في الشوارع، والسويس دٌمرت مما دفع الكثير من الأهالي إلى الرحيل عنها، ورغم الدمار الذي لحق بها، كان هنا الدور المقدس للبطل الكابتن غزالي، الذي أحيا الأمل على طريقة السوايسة بالسمسمية، التي سطرت أقوى الألحان والمارشات العسكرية في آنٍ واحد.
من عظام الضحايا، وعلى أنغام السمسمية، كان بث الأمل من الكابتن غزالي، إذ أنشد يقول: "بينا يالا بينا، وعضم ولادنا نلمه نلمه/ نسنه نسنه/ ونعمل منه مدافع وندافع/ ونجيب النصر هدية لمصر ونكتب عليه أسامينا.
من هنا كانت الشرارة التي صرخت أن الانتصار على إسرائيل قادم لا محالة، وظل الكابتن غزالي مناضلًا على الأرض وبين الدروب، وألحانه تعانق السماء بالسمسمية التي وجدها الباعث الوحيد على الأمل للانتصار، فجعلها تقول على لسانه: "غني يا سمسمية لرصاص البندقية ولكل إيد قوية حاضنة زنودها المدافع، غني للمدافع واللي وراها ووصي عبدالشافع يضرب من الطلقة مية.
غني لكل دارس/ في الجامعة والمدارس/ لمجد بلاده حارس/ من غدر الصهيونية/ غنّي لكل عامل/ في الريف وفي المعامل/ بيأدي الواجب كامل/ وادّيله ورده هدية/ غنّي ودق الجلاجل/ مطرح ضرب القنابل/ راح تطرح السنابل/ ويصبح خيرها ليّا.
ظل الكابتن غزالي قائدًا للمقاومة الشعبية ولفرقة ولاد أرض بآلة السمسمية، يضرب ويعزف، واستمرت معاركه طويلًا.
كان الكابتن غزالي، يستعجل الحرب وينتقد تأخرها، لم يكن يطيق الانتظار لمواجهة إسرائيل، لذلك كان القرار السياسي بتحديد إقامته في بنها، وبعد الانتصار عاد إلى محبوبته السويس، وظل فيها محل تقدير الجميع حتى وفاته، وكل محافظي السويس كانوا يعرفون قدره ويجلونه.
أما عن تسمية الكابتن التي اشتهر بها فقال في إحدى لقاءاته الصحفية، إن تلك التسمية تعود إلى أن كل السويس كانت تمارس الرياضة باختلاف أنواعها، ومن هنا كان لقب الكابتن له.