مساحة إعلانية
افتتح المتحف الأكبر في مصر، معلناً عن صفحة جديدة في تاريخنا الحضاري، وإنجازاً ضخماً طال انتظاره سنوات من التخطيط والعمل والجهد، من قرارات وزيارات ومفاوضات، من توقف وإعادة تشغيل، ومن منظومة معقدة شملت كل شيء: من تصميم المتحف ذاته إلي الطرق والمستشفيات والفنادق والخدمات المحيطة. كل هذا جاء ليُبرز حضارتنا العظيمة ويضع مصر علي خريطة العالم الثقافي كما تستحق
لكن الحقيقة المؤلمة أن الفرح بالمتحف لا يكتمل، ما لم يكن متاحاً للجميع. فكيف يُسمح لمصريين شغوفين بتاريخهم أن يشاهدوا هذا الإنجاز الضخم؟ كيف يُترك المواطنون خارج البهجة التي صنعها أجدادهم؟ إن تذكرة دخول المتحف بمائتي جنيه تعكس قيمة التاريخ وتفرض عبئاً علي المواطن البسيط، خاصة الأسر المتوسطة والأقل دخلاً
الفخر بالماضي لا يجب أن يكون رفاهية تُشتري بالمال وانما حق للجميع
يجب علي الجهات المسؤولة مراجعة أسعار دخول المتحف، لضمان تمكين كل مصري من مشاهدة حضارته بنفسه فتاريخ مصر وحضارتها واجب مشترك علي كل مواطن، ليبقي الفخر والمعرفة ميراثاً متاحاً لكل جيل
المتحف رسالة وطنية، تجسيد لتاريخ مصر المجيد، وحق لكل مصري في الاطلاع علي عبقرية أجداده والفخر بها.
حان الوقت لنسمح لكل مصري بأن يكون شريكاً في هذه الرسالة، لا مجرد متفرج. التاريخ يجب أن يضيء عقول الجميع، ويغرس فيهم الفخر، دون أن يصبح رفاهية لمن يستطيع الدفع.