مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث عـبد الستار سليم يكتب: الشنفري الأزدي صاحب لامية العرب

2025-11-15 04:10 AM - 
الشاعر والباحث عـبد الستار سليم يكتب: الشنفري الأزدي صاحب لامية العرب
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

كان من فتّاك العرب و عدّائيهم ، وهو أحد الصعاليك فى العصر الجاهلى ، وأحد الخُـلعاء الذين تبرّأت منهم عشائرهم ، و قد  قيست قفزاته ليلة مقتله ، فكانت الواحدة منها قريبًا من عشرين خطوة ( وفى الأمثال " أعدَى من الشنفرى" ) وكان مشهورا بأنه يسابق الخيل ، هو  ثابت بن أواس بن حجر الأزدىّ ( الشهير بـ "الشنفرَى " أو الشنفريّ )، شاعر جاهليّ ، من فحول الطبقة الثانية فى الشعر ، وهو قحطانى من الأزد ، نشأ فى قبيلة " فهْم" العدنانية - قبيلة أمه - حيث كان قد سُبِىَ من أرض أبيه ، بعد أن قتلت بنو سلامان بن مفرّج والده ، فثار الشنفرى انتقاما لوالده ، وصار صعلوكا فتّاكا من صعاليك الصحراء ، وكان أيضا عدّاءً  يسابق الخيل (فلا يلحق به أحد من متتبّعيه) فقتل منهم تسعة وتسعين رجلا ، وأوفى المائة بعد أن ركل رجل  من
 "فهم " جمجمته  ودخلت منها عظمة فى رجله ، فهاجت عليه فمات ..!
، و قام بعض أخواله من  بنى سلامان  بالتربص به وقتله ، وهو صاحب لامية العرب ( شرحها الزمخشرى  فى " أعجب العجب") ، وقيل سُمّيت  بـ " لامية العرب" ، تمييزًا لها عن سائر القصائد اللامية  فى الأدب العربى ، وقد علّل أحد العلماء  هذه التسمية  بقوله " فكأنها من تأليف العرب مجتمعين ) 
 وُلد الشنفرى  فى الجزيرة العربية  فى القرن الخامس الميلادى ، وسمّى بالشنفرى لغلظ شفتيه ، حيث أنه -أيضا - كان أسود اللون ، ويقال إنه ينتمى إلى بطن من بطون بنى سلامان بن مفرّج ، ونظرا لأنه تربَّى عند أخواله -كما قيل - ولذا لمّـا أراد أن يهجرهم، فقد بدأ قصيدته اللامية الشهيرة بمطلع يدل على ذلك ، هو هذا البيت الشعرى ( أقيموا بنى أمّى صُـدورَ مَطِـيِّكم… فإنى إلى قوم سِواكم لأَمْــيَـلُ) ، 
وكان يغير عليهم ، لأن رجلا منهم قتل أباه ، وقيل لأنه أحب فتاة منهم ، وعندما أراد أن يتزوجها، رفض أبوها خوفًا  من قومه أن يقتلوه ، (إذا زوّج بنته من سبيّ ) ، فقال له الشنفرى " لو قتلوك لقتلت منهم مائة ، وقد حدث ما توقعه صهره ، فقد قتله قومه ، بعد أن تم زواجه من فتاتهم ، فقتل الشنفرى منهم تسعةً وتسعين رجلا ، ولما  تمكنوا منه وقتلوه ، علّقوا رأسه حتى جفت وسقطت على الأرض , فركلها رجل ، فدخلت من جمجمته عظمة مسمّمة فى رجل الرجل ، فتسببت فى موته ، فتم بذلك له العدد مائة ..!
فقالوا "وبذلك فقد برّ بقسمه حيًّا وميـْتًا" ، حيث كان قد قال" أما إنى لن أدعكم حتى أقتل منكم مائةً بما استعبدتمونى ، وقيل فى ذلك أسباب أخرى ، وكانت وفاته فى عام 575 م  ..!

مساحة إعلانية