مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ليست مصر دولة تبحث عن الضوء بل هي الضوء الذي يبحث عنه العالم كلما أظلمت خرائطه. وحين تتكلم مصر تصمت الدنيا احتراما لصوتٍ خرج من عمق التاريخ لا ليفرض نفسه بل ليذكّر الجميع أن الحكمة لا تُشتري وأن الريادة لا تُمنح بالقرار بل تُكتسب بالفعل والتجربة والإيمان.
في عالم متقلب يلهث خلف المصالح ويغرق في الصراخ تمضي مصر بهدوءٍ يشبه عظمة الجبال لا تتورط في الاستعراض ولا تتعالي علي أحد لكنها دائما هناك — في المنتصف بين الحكمة والقدرة بين الحلم والممكن بين الكلمة والفعل.
من شرم الشيخ إلي بروكسل إلي قلب القاهرة تتجدد الرسالة ذاتها: أن مصر لا تتحدث كثيرا ، لكنها تفعل ما يجعل الآخرين يتحدثون عنها. فهي اليوم رمانة الميزان في إقليم مضطرب ومركزُ الثقل الذي تلتف حوله القوي بحثا عن منطق ضائع.
قوتها ليست في سلاح ولا ثروة بل في وعي وطني متراكم تشكل عبر آلاف السنين حتي صار المصري يعرف بالفطرة أن البناء أبلغ من الجدال وأن السلام أعظم من الانتصار.
إن ما تفعله مصر اليوم ليس مجرد سياسة أو اقتصاد أو ثقافة ؛ إنه استعادة لدورٍ تاريخي خُلقت من أجله — دور العقل حين يجن العالم ودور الضمير حين يضلّ الاتجاه.
ولذلك حين تقف مصر لتتحدث عن السلام أو تفتح ذراعيها للحوار أو تُدهش العالم بمنجز حضاري جديد لا تفعل ذلك لتبهر بل لتقول للعالم بلغة الفعل:
ما زلنا كما كنّا... أمناء علي التاريخ، وحراسًا للمستقبل.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
