مساحة إعلانية
هو أبو تميم، مُعدّ بن منصور العبيدى، رابع الخلفاء الفاطميين في إفريقية ( تونس حاليا)، وأول الخلفاء الفاطميين في مصر، المولود في سنة 932م في المهدية بتونس، ومن أحفاده الحاكم بأمر الله، وست الملك، حكم من 953 م - إلي 975 م، وقد أرسل أكفأ قادة جيشه ( وهو جوهر الصقلّي ) للاستيلاء علي مصر من العباسيين، فدخلها وأسّس مدينة القاهرة بالقرب من «الفسطاط»، والتي تعتبر أول عاصمة للعرب في مصر . وُلِّىَ الخلافة الفاطمية خلفا لأبيه المنصور أبي طاهر اسماعيل الخليفة الثالث في قائمة الخلفاء الفاطميين، وكان المعزّ رجلا مثقفا، كيّسا فطِنا، يجيد عدة لغات، مولعا بالعلوم والآداب، متمرّسا بإدارة شئون الدولة، وتصريف أمورها، يحظي باحترام رجال الدولة وتقديرهم .. انتهج المعزّ سياسة رشيدة، فأصلح ما أفسدته ثورات الخارجين علي الدولة، ونجح في بناء جيش قوى، واصطناع القادة والفاتحين، وتوحيد بلاد المغرب تحت رايته وسلطانه، و مَدَّ نفوذه إلي جنوب إيطاليا، ولم تغفل عينا « المعزّ لدين الله» عن مصر، فكان يتابع أخبارها، وينتظر الفرصة السانحة لكي يبسط نفوذه عليها، متذرّعا بالصبر، وحُسن الإعداد، حتي يتهيّأ له النجاح والظفَر
تكررت محاولات الفاطميين لفتح مصر، وجاءت وفاة كافور الإخشيد لتزيل آخر عقبة في طريق الفاطميين إلي غايتهم . أمر المعزّ بحفر الآبار، وبناء الاستراحات علي طول الطريق، وكان قد دخل مصر دون مقاومة، وبعد أن أعطي الأمان للمصريين، جاء المعزّ إلي مصر، حاملا معه ذخائره وأمواله، وكان هذا يعني أن الفاطميين قد عزموا علي الاستقرار في القاهرة التي بناها جوهر الصقلي للخليفة قبل قدومه، وأنّ فتْحهم لها لم يكن لكسب أرض جديدة لدولتهم، وإنما لتكون مستقرّا لهم، ومركزا يهددون به الخلافة العباسية، وأصبحت القاهرة منذ ذلك الحين مقرّا للخلافة الفاطمية، وانقطعت تبعيتها للخلافة العباسية، وجعلت من مصر قلبا للعالم الإسلامي ..! شرع المعزّ في تأسيس الجامع الأزهر، وأحاط العاصمة بسور من الطوب اللبِن، وجعل لها أبوابا في جهاتها المختلفة، من أشهرها باب زويلة، وباب النصر، وباب الفتوح، ثم كان في قلب القاهرة «شارع المعزّ « ، الذي أصبح كمعرض كبير مفتوح ..!