مساحة إعلانية
كتب / صابر جمعة سكر
وجه الدكتور أيمن عطا الله، المحامي بالنقض والإعلامي القانوني بقناة الشمس، هجومًا حادًا على ما وصفه بـ"العبث الفكري الممنهج" الذي تمارسه هدير عبد الرازق على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن تصدرها المستمر للتريند رغم خواء محتواها يمثل استخفافًا بوعي المجتمع وتهديدًا للسلم الثقافي العام.
استهزاء بالعقول.. واستثمار في التفاهة
قال عطا الله: هدير عبد الرازق تعيد الكرّة للمرة المليون، وتنجح – للأسف – في تصدّر المشهد بلا مضمون أو رسالة، مستفيدة من التفاعل السلبي والمشاركة غير الواعية. ما تفعله تجاوز حدود الهزل، وتحول إلى استهزاء حقيقي بوجدان شعب كامل، إذ تظهر كل مرة بفكرة أكثر استفزازًا، فتتكرر دورة الضحك والتفاعل والانتشار.
ليست حرية شخصية.. بل تلويث ممنهج
وأضاف: "ما تقوم به لا يمكن تبريره بأنه حرية شخصية، بل هو عبث علني وتلويث فكري ممنهج، يستغل أوقات الفراغ وانخفاض منسوب الوعي، ويقوم على معادلة زائفة مفادها: من يُثير الجدل يربح، ولو على حساب القيم والثقافة والأخلاق."
نرجسية مرضية أم تجارة بالعقول؟
وأشار عطا الله إلى أن الظاهرة تحتاج إلى تدخل على أكثر من مستوى، قائلاً: "هل نحن أمام حالة نرجسية مرضية أو اضطراب جذب انتباه يؤذي المجتمع؟ وإذا لم يكن الأمر مرضًا نفسيًا، فإننا ببساطة أمام متاجرة بالعقول واستهانة بقيمنا تحت غطاء الترفيه الزائف."
غياب الرقابة.. وصعود رموز التفاهة
وانتقد الدكتور عطا الله الغياب التام للرقابة القانونية والإعلامية على هذا النوع من المحتوى، موضحًا: "نحن نعيش زمنًا تُهمّش فيه العقول الواعية، بينما يُروّج لرموز السطحية. والنتيجة: انحدار الذوق، وتراجع التفكير، وتحلل تدريجي في منظومة القيم المجتمعية."
دعوة للردع والتحرك: "كفى ترويجًا للتفاهة"
واختتم عطا الله تصريحه برسالة صريحة موجهة للدولة والمجتمع: "نحن في دولة قانون ومؤسسات، ولا يصح أن نظل صامتين بينما تتحول منصات السوشيال ميديا إلى ساحات للتسطيح والاستهزاء. ما يحدث ليس هزارًا بريئًا، بل استخفافٌ يجب أن يُواجه بردع قانوني. وإن لم تتحرك الدولة، فعلى المجتمع أن يتحمل مسؤوليته: يرفض، يقاطع، يُبلّغ. نحن بحاجة إلى محتوى يرقى بعقولنا، لا يدفن وعينا في مستنقع التفاهة.