مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

هبه حرب تكتب: هل تدفع إسرائيل ثمن إغتيال قادة التفاوض

2024-11-22 03:26:17 - 
هبه حرب تكتب: هل تدفع إسرائيل ثمن إغتيال قادة التفاوض
هبه حرب
منبر

لا شك أن قيام إسرائيل بـ إغتيال الصفوف الأولى في حزب الله، و على رأسهم حسن نصر الله و هاشم صفي الدين، كانت تبحث من خلاله عن صناعة إنتصارات أسطورية، و بث مشاعر الخوف في نفوس كل من يكن العداء لـ دولة الإحتلال.
وليس هذا فقط، بل كانت تريد من وراء ذلك إضعاف حزب الله، حتي تستطيع التوغل برياً في لبنان، بعدما أربكت الحزب من خلال الإطاحة بـ رأسه، فقد ظنت إنها حسمت المعركة لصالحها قبل أن تبدأها .
ولكن لم تتهن دولة الإحتلال بما أرادت ، بل حصدت الجحيم بـ خطوة التوغل البري في لبنان ، التي لم تستطع أن تتعمق أكثر من 3 كيلو مترات في داخل الأراضي اللبنانية.
وبرغم من العتاد العسكري الضخم و الغطاء الجوي، و شن الضربات الجوية المكثفة على لبنان، إلا أن ذلك لم يؤت بـ النتائج المرجوة، بل نالت إسرائيل خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ، فما بين قتلى وجرحى سقط الآلاف من جيش الإحتلال، بجانب احتراق و إنقلاب الدبابة الميركافا في لبنان وهي التي تمثل فخر الصناعة الإسرائيلية.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تكبدت دولة الإحتلال خسائر مهولة أخرى ، تمثلت في الضربات الموجعة التي طالت العمق الإسرائيلي، على يد قوات حزب الله، ولعل ما يوضح حجم الضرر الناتج عن هذه الضربات، هو الإشارة إلى أن حزب الله سدد أكثر من 27 عملية من خلال مسيرات وقذائف صاروخية في يوم واحد فقط، بعضها طال مستوطنات و قواعد عسكرية.
ولعل ما كسر غرور قوات الإحتلال، هو قيام حزب الله بـ إستهداف مقر إقامة نتنياهو في قيساريا شمال تل أبيب من خلال طائرة مسيرة مواجهة، نجحت في التفوق على الدفاعات الجوية لدولة الإحتلال، ورغم نجاة نتنياهو من هذه العملية، إلا أنها كانت رمزيه بشكل كبير في قدرات حزب الله على الوصول للعمق الإسرائيلي، وإستهداف رأس السلطة من خلال عملية نوعية غير معقدة.
وكل هذا يدفعنا نحو إستفهام مهم، وهو هل تدفع دولة الإحتلال ثمن إغتيال قادة التفاوض في حزب الله، فمن المعروف أن الأمين العام لحزب الله السابق حسن نصر الله ، كان يعرف عنه إنه قائد يميل إلى التفاوض، و كثيراً ما يخرج في خطب رنانة لكنه يتجنب التصعيد.
أما الآن فإن حزب الله تحت قيادة الأمين العام الجديد نعيم قاسم ، يتبع إستراتيجية جديدة، تتمثل في سياسة الأرض المحروقة والعنف المفرط، فلا تتوقف هجمات حزب الله على قوات الإحتلال سواء المتوغلة في الأراضي اللبنانية، أو داخل العمق الإسرائيلي.
وبذلك تكون إجابة الإستفهام السابق، أن إسرائيل تدفع ثمن إغتيالها لـ قادة التفاوض، بـ صعود قادة أكثر عنفا و دموية، يتبعون معها الإستراتيجية التي تعرفها جيداً، وهي توجيه الضربات القاسية، فـ إسرائيل لا تتفاوض إلا تحت القذف.
وما يؤكد ذلك هو رضوخ دولة الإحتلال للتفاوض مع لبنان، ووقف الحرب على الأراضي اللبنانية، بالرغم من عدم تحقيق هدفها وهو القضاء على حزب الله، ويظهر ذلك في المفاوضات الجارية حالياً بـ رعاية أمريكية، والتي تتضمن تنازلات كبيرة من جانب دولة الإحتلال لصالح مطالب لبنان و بشكل خاص مطالب حزب الله ، لعل من بينها الإنسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، وتعهد دولة الإحتلال بعدم تنفيذ عمليات داخل لبنان ، بجانب تواجد الجيش اللبناني في الجنوب اللبناني والسيطرة والإنتشار على جميع المعابر البرية والبحرية .

أقرأ أيضا:

هبه حرب تكتب: كيف تكون المقاومة عنصر مكمل لـ فكرة التمسك بـ الأرض و عدم التهجير

هبه حرب تكتب: نيران صديقة بين طهران وتل أبيب وإتفاق خفي

هبه حرب تكتب: الموقف المصري من القضية الفلسطينية لا يقبل القسمة على إثنين

مساحة إعلانية