مساحة إعلانية
لن تنجح مساعي التهميش أو التقليل من الدور المصري في القضية الفلسطينية، فلا يزايد أحد على ما قدمته مصر لـ فلسطين و الأشقاء منذ أن دنست الصهيونية الأراضي الفلسطينية بـ دولة الإحتلال وحتى الآن.
وخلال القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض، اتفقت الـ 57 دولة عربية و إسلامية على التمسك بـ القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وسيادة فلسطين عليها ، و إتهام دولة الإحتلال بـ إرتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، بجانب دعوة العالم بحظر تصدير أو نقل الأسلحة إلي دولة الإحتلال .
فيما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته في أعمال القمة، علي أنه بـ إسم مصر "إننا سنقف ضد جميع المخططات، التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة .. وهو أمر؛ لن نقبل به تحت أى ظرف من الظروف".
وهذا الموقف ليس بـ جديد على مصر، و لا مخالفاً عن عهدها مع القضية الفلسطينية، التي تحملت عبئها من اليوم الأول، سواء في الحروب أو السلام، فـ منذ حرب 48 و حتي 73 وكانت القضية الفلسطينية حاضرة في موقف مصر ، و حتى في السلم ، وعندما خطت مصر خطوات السلام الأولى ، كانت القضية الفلسطينية في حسابات مصر،ولم تتخلى عنها ، لكن سوء تقدير الأشقاء لـ رؤية مصر في ذلك الوقت عرقل هذه الجهود.
و بالرغم من ذلك لم تكل مصر ولم تمل، كما أنها لم تتخلى عن القضية الفلسطينية، أو تدير ظهرها لـ الأشقاء الفلسطينيين، بل بذلت الكثير من الجهود الدبلوماسية و السياسية من أجل انتزاع شرعية للدولة الفلسطينية، و اعتراف دولي بها، و أن تكون دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
بالإضافة إلى الجهود لتوحيد الصف بين الفصائل الفلسطينية، من أجل أن يكونوا تحت راية واحدة، و إعلاء مصلحة فلسطين بعيداً عن المصالح الخاصة لـ كل فصيل، وذلك بجانب الجهود لـ حث دولة الإحتلال على وقف إطلاق النار و إقامة هدن طويلة الأمد، من أجل إيجاد حق الشعب الفلسطيني في الحياة.
وليس هناك دليل على ذلك أكثر من ما فعلته الدولة المصرية على مدار السنة الماضية، منذ العدوان الغاشم من إسرائيل على قطاع غزة، فقد تضمنت مصر مع الأشقاء في فلسطين بـ كافة الطرق، فـ خاطبت كل قوي العالم لـ إيقاف دولة الإحتلال عن هجومها الدموي على الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، كما حثت العالم على عدم الصمت عن المجازر التي يرتكبها الإحتلال بحق الفلسطينيين، و بكل قواها الناعمة سلطت الضوء على عنف و همجية الإحتلال في هجماته على الشيوخ و الأطفال و النساء في قطاع غزة، وتعمده في تدمير كل ملامح الحياة الآدمية في أنحاء قطاع غزة.
كما فتحت مصر أبوابها أمام المنظمات الدولية لـ تفضح سياسة دولة الإحتلال القبيحة في فرض حصار على قطاع غزة، من خلال تدمير أو إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني،من أجل تجويع الأشقاء الفلسطينيين في القطاع، وقطع إمدادات الطاقة والدواء، لممارسة سياسة القتل بشتى الطرق لأهالي القطاع.
وأيضاً دعمت مصر كل الجهود الدولية سواء الدبلوماسية أو القضائية، لكبح جماح عنف دولة الإحتلال تجاه الأشقاء الفلسطينيين، وتقويض مساعيهم لتدمير القطاع، ورغباتهم في توسيع رقعة جغرافية الأراضي المحتلة.
وبجانب هذا وذاك، حرصت مصر على إيقاظ الضمير العالمي والإنسانية، لفعل الإنصاف تجاه القضية الفلسطينية والأشقاء، وعدم إهدار دماء الشعب الفلسطيني بلا ثمن.
وليس هذا فقط، بل حذرت مصر من نتائج إستمرار آلة القتل الإسرائيلية في حصد أرواح أبناء الشعب الفلسطيني، من أن هذا يدفع العالم أجمع و ليس المنطقة العربية فقط، إلي مصير مجهول يسيطر فيه العنف والفوضى والحروب التي من الممكن أن تأكل الأخضر واليابس، وتدمر مستقبل البشرية كاملاً.
أقرأ أيضا:
هبة حرب تكتب: بعد عام على 7 أكتوبر.. ماذا جنت القضية الفلسطينية و المنطقة من طوفان الأقصى
هبه حرب تكتب: نيران صديقة بين طهران وتل أبيب وإتفاق خفي
هبه حرب تكتب: كيف تكون المقاومة عنصر مكمل لـ فكرة التمسك بـ الأرض و عدم التهجير