مساحة إعلانية
كتب - عماد الشيمى
يعتبر الشاعر الكبير مصطفى فتحى واحدا من العازفين المهرة فى أوركسترا شعراء الحداثة، قد تجهل الآله التى يعزف عليها، وقد تجهل أيضا إسم اللحن الذى يعزفه، لكن فى النهاية يستطيع بأدواته الشعرية المتحكم فيها جيدا.. أن يصل إليك شجنات الآله.. وأنات اللحن.
وبعد غياب عن الساحة الثقافية يعود الشاعر مصطفى فتحى للعزف من جديد، من خلال كتابه الذى أصدره مؤخرا "المواقيت أو شجر الذاكرة - مقالات فى الأدب والحياة".. وقع الكتاب فى ١١٦ صفحة من القطع المتوسط.
وضم خمسة عشر شخصية ثقافية من القاهرة وسوهاج وبعض المحافظات، كان الشاعر قريبا من بعضها.. وعاصر وعصر بعضها الآخر إجتماعيا وابداعيا وفكريا أيضا من بين هذه الشخصيات الثقافية والإبداعية المختلفة.. عبدالرحمن الأبنودى، خيرى شلبى، دكتور نصار عبدالله، دكتور محمد أبودومة، ماجد يوسف، محمد مستجاب، فاروق حسان، عزت صابر، جرجس شكرى، عصام المدمرى.
حيث يروى الشاعر تجاربه الحياتية مع هؤلاء المبدعين.. بأسلوب نثرى شيق.
وكان قد صدر للشاعر مصطفى فتحى قبل هذا الكتاب أربعة دواوين شعرية.. مواسم الأوز والدخان، قيامة الأعضاء، إقامة الكائن فى البياض، شهوة العالية.
ولو كان أستطاع أن يتكيف مع الوضع الثقافى السائد ويقلل من غيابه الطويل عن الساحة الثقافية، لأصبح فى وضع أفضل مما هو فيه حاليا، كيف لا وهو أحد العازفين المهرة فى أوركسترا شعراء الحداثة.. وأحد الزهور الجميلة فى حديقة الشعر العربى.
