مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

منوعات

محمد صديق المنشاوي.. سلطان دولة التلاوة

2023-06-20 12:36:43 -  تحديث:  2023-06-20 17:42:09 - 
محمد صديق المنشاوي.. سلطان دولة التلاوة
محمد صديق المنشاوي
منبر

صوته علامة مميزة بين عشرات القراء ممن تفردت بهم مصر في عصر دولة التلاوة الرائدة، وحينما كان يتلو تشعر وكأنه يتلو لك وحدك وإن كنت بين العشرات، وهذه كانت علامة متفردة لدى الشيخ محمد صديق المنشاوي.

قلب التلاوة

كان قلب التلاوة وسط عباقرتها الذين لا يقلون عنه تفردًا، وكلهم كان عظماء، لكن كل واحدًا منهم خصه الله بموهبة إضافية على موهبته، فمن ذا الذي ينكر تفرد العظماء محمد رفعت، ومحمود خليل الحصري، ومحمود علي البنا، ومصطفى إسماعيل، لكن كلهم محبتهم توزعت بين الناس، ليكونوا نبراسًا يحمل كتاب الله، وتتعلق قلوب الناس بحناجرهم التي كنا من أهل الحظوة بأن وصلت أصواتهم إلينا، فماذا لو لم يكن هناك تسجيلات تنقل لنا عظمتهم.. أي كنز كنا سنفتقده؟

عرف علم الموسيقى ولم يدرسها

تميز مولانا محمد صديق المنشاوي ببراعته في التنقل بين المقامات الموسيقية في قراءته، وكأنه قد تلقى علم موسيقيًا من أحد المتخصصين، لكن حقيقة هذا الأمر أنه لم يتلقاها كعلم على يد أحد، وهذا ما أكده ابنه سعودي محمد صديق المنشاوي، حينما وجه له هذا السؤال، فقال "سعودي": إن أبي عُرض عليه من أحد الموسيقيين الكبار في فترة الستينيات تلحين القرآن بدعوى أنه الصوت الوحيد الذي يقبل الموسيقى في القرآن، فكان رده الشيخ المنشاوي: يا سيدي لقد أخذت الموسيقى من القرآن فكيف تلحن أنت القرآن بالموسيقى فخجل الرجل من نفسه.

موقف الحاقدين

وكانت موهبة الشيخ محمد صديق المنشاوي محط أنظار الحاقدين، إذ أذاع البعض عنه أنه ذو صوت ضعيف ويتوارى خلف الميكرفون.. وحاول البعض تعطيل الميكروفون الذي كان سيقرأ فيه الشيخ المنشاوي وذلك في إحدى السهرات في المنيا، إذ أوصى هذا الحاقد بتعطيل الميكروفون وأطلق شائعته بين الناس، لكن "المنشاوي" فطن إلى الأمر وترك مقعده وسار على قدميه بين الناس يقرأ القرآن حتى منتصف الليل تقريبًا، ورفض الشيخ المنشاوي أن يقول من صاحب هذه الحيلة حتى لا يُسبب له حرجًا بين الناس.

البكاء في إندونيسيا

ووجهت له دعوى كثيرة لقراءة القرآن بالخارج، وكانت أولى الدعوات لإندونيسيا، والتي اشتهر فيها عنه أنه بكى كثيرًا خلال هذه الرحلة، وسافر "المنشاوي" في الأساس لهذه الرحلة تلبية لدعوة الرئيس الإندونيسي أحمد سوكارنو.

وعن بكاءه الكثير خلال هذه الرحلة، قال الشيخ المنشاوي: لم أر استقبالًا لأهل القرآن أفضل وأكرم من استقبال شعب إندونيسيا، هم يعشقون القرآن ويستمعون به في إنصاتٍ شديد، ويظلون يستمعون للقرآن وقوفًا، فأبكاني هذا الإجلال للقرآن.

الرحيل الموجع

أصيب الشيخ المنشاوي عام 1966 بدوالي المريء، ونصحه الأطباء بالراحة وعدم إجهاد الحنجرة، لكنه كان يصر على التلاوة كما اعتاد محبوه أن يسمعوه، حتى اشتد عليه المرض، وتعب كثيرًا وقرر الرئيس جمال عبدالناصر سفره للخارج للعلاج، لكن المنية كانت أقرب ورحل يوم 20 يونيو 1969

مساحة إعلانية