مساحة إعلانية
كتب -نبيل بقطر
أقيمت بمركز شباب كوم الضبع بنقادة أولى فعاليات مبادرة "مفكرون قنائيون أضاءوا محراب العلم" والتي أعدها أ/الطيب أديب رئيس مجلس أمناء مؤسسة رواء للتنمية المجتمعية والثقافية بقنا.
وأولى حلقات المبادرة تناولت شخصية عبقرية أضاءت المحافل العلمية والثقافية في مصر والعالم العربي والغربي، وهي شخصية المفكر الكبير د.عبدالعزيز حامد القوصي الذي ولد في مدينة قوص بمحافظة قنا، عام 1906م، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو صغير، وانتقل مع والده إلى محافظة أسيوط ليستكمل تعليمه حتى انتقل إلى القاهرة، وهناك التحق بمدرسة المعلمين العليا، وكان ترتيبه الأول على المدرسة عام 1928م. ولتفوقه أوفدته وزارة المعارف إلى بعثة لجامعة برمنجهام في بريطانيا وهناك حصل على بكالوريوس علم النفس في 1932م وأتم الماجستير و الدكتوراه في علم النفس التربوي في 1933م،ليحصل على زمالة جمعية علم النفس البريطانية عام 1934م، و زمالة علم النفس الفخرية من جامعة مونتيفيديو في أوراجواي عام 1954م. وقال الكاتب/ الطيب أديب في الندوة: توصل دكتور عبد العزيز القوصي في رسالته للدكتوراه إلى اكتشاف علمي سيكولوجي، سجلته له جامعة إدنبرة عام 1934م، وأطلق على هذا الكشف اسم "عامل إدراك المكان"، وهو اكتشاف عرف باسم القوصي في كل جامعات العالم آنذاك ويرمز له عالمياً بحرف K إشارة لاسمه، وأحدث هذا الكشف دويا علميا إذ غير كثيرا من المفاهيم في هذا العلم. وعده العلماء من أهم النظريات العالمية في علم النفس، ويدور حول بناء القدرات العقلية على أساس أبعاد ثلاثة هي: «المضمون الأساسي،والوظيفة، والشكل»، ومازالت نظريات واكتشافات الدكتور عبدالعزيز القوصي مرجعا لعلماء النفس حتى يومنا هذا. وبعد عودته لمصر عمل بالتدريس بمعهد التربية العالي للمعلمين،وتدرج في المعهد أستاذاً وعميداً ثم مستشاراً فنياً لوزارة المعارف عام 1955م.
وأشار أديب إلى أن د.القوصي أصبح رائدا لمدرسة جديدة في علم النفس، ويدين له أساتذة علم النفس والتربية في مصر بالكثير، خاصة خلال فترة عمادته لكلية التربية جامعة عين شمس والتي أنشا فيها أول عيادة للطب النفسي . كما تتلمذ على يدي القوصي أبرز علماء النفس في إنجلترا وسويسرا والسويد وغيرها. ووصفه علماء انفس بعميد علم النفس في العالم العربي.
والقوصي أول من أدخل إلى العربية اصطلاح «الصحة النفسية»، وألف كتاب «أسس الصحة النفسية»، وترجم لمعظم لغات العالم.كما أثرى دكتور القوصي المكتبة العربية بمؤلفات كثيرة ومنها : الإحصاء في التربية وعلم النفس ، الاختبارات الحسية للذكاء ، أسس الصحة النفسية ، علم النفس أسسه وتطبيقاته التربوية ، مخاوف الأطفال، أولادنا بين التعليم والتعلم اللغة والفكر، تيسير النحو، ومؤلفات وبحوث أخرى . ونال د. القوصي وسام الأرز اللبناني ووسام الاستحقاق السوري ، والعراقي والأردني والموريتاني والسوداني والمغربي والليبي. وحصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الإنسانية في مصر عام 1980م،ومنحته الحكومة الإسبانية " نيشان الفونس الحكيم عام 1927م " لجهوده في اللجنة الدولية لتطوير التعليم في إسبانيا . واختارته منظمة اليونسكو مديراً للمركز الإقليمي لتدريب كبار موظفي التعليم في الدول العربية ببيروت. وبفضل جهوده اعتمدت اللغة العربية لغة رسمية في هيئة اليونسكو عام 1961م . وفي باريس أنشأ د. القوصي أول مدرسة دولية لأبناء باريس وفيها كان يقوم بتدريس اللغة العربية في أوقات فراغه.وبعد رحلة حافلة بالعطاء ودع المفكر العبقري د. عبدالعزيز القوصي-رحمه الله- دنيانا يوم 27 أبريل 1992م ودفن بمقابر آل القوصي بالقاهرة . وطالب الكاتب الطيب أديب من السادة المسئولين والغيورين على العلم والثقافة إطلاق اسم المفكر القدير د.عبدالعزيز القوصي على صرح علمي وقاعات الدراسة الجامعية،وشارع رئيس في قنا تخليدا لذكراه واعترافا بفضله كمفكر وعالم قنائي مصري أثرى الحياة العلمية والثقافية في مصر والوطن العربي. وتجاوب الحضور مع شخصية المفكر دكتور عبد العزيز القوصي. وأثروا الندوة بتساؤلاتهم ومداخلاتهم ومنهم الأساتذة: الشاعر فتحي حمدالله ، جمعة علي، محمد حريز، محمد شعبان، فتحي سعد،إبراهيم عارف،عادل محمد علي،مصطفى حسان، هاني رفعت،أشرف عطية،شحات حسن،عبدالناصر عبده،محمد عزت وغيرهم).