مساحة إعلانية
كتب مصطفى علي عمار
صدر اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 العدد الأسبوعي الجديد رقم 401 من مجلة "مصر المحروسة" الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تعني بالآداب والفنون، تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ورئيس التحرير د. هويدا صالح.
يتضمن العدد مجموعة من الموضوعات الثقافية المتنوعة، المقدمة بإشراف الدكتور إسلام زكي رئيس الإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية.
العناوين:
الرئيسي: "أسيل" حين تتحدث الكاميرا والموسيقى عن ضريبة الشهرة الصامتة
الفرعي:
الإبداع بين الذات الإنسانية والذكاء الاصطناعي (1-7)
"الخروج" أين باب الخروج؟
في مقال" رئيس التحرير" تكتب الدكتورة هويدا صالح مقالا عن جماليات الأداء وبلاغة الموسيقى في مسلسل "أسيل" حيث يستحضر العمل تجربة شخصية "أسيل" (ثراء جبيل)، المؤثرة الاجتماعية التي ابتُلِيت بالشهرة الافتراضية، ليكشف رحلة البحث عن الذات في عالم مزدحم بالصورة والتمثيل الرقمي. لكن المسلسل لا يتوقف عند الجانب النفسي فقط، بل يقدّم "تجربة حسية متكاملة" من خلال التمثيل الهادئ، والإخراج الرصين، والموسيقى التصويرية التي أصبحت بمثابة "لغة بديلة" تروي ما تعجز الكلمات عن نقله. وفي حديثها عن دور الموسيقى في المسلسل ترى صالح أن" الموسيقى التصويرية: البطل الصامت:
تعد موسيقى محمد ناصف ركيزة أساسية، إذ تقوم بنقل المشاعر الداخلية للشخصيات:
1. الانهزام والوحدة: نغمات هادئة وحزينة تنقل شعور فقدان البوصلة.
2. التجدد والأمل: ألحان متناسقة مع جمال الفيوم الطبيعي تعكس بداية صفحة جديدة.
3. الحب والرومانسية: ألحان ناعمة، تعكس صدق المشاعر بعيدًا عن الضجيج الخارجي".
أما في مقال "كتاب مصر" فيبدأ الشاعر الكبير كريم عبد السلام سلسلة مقالات بعنوان" الإبداع بين الذات الإنسانية والذكاء الاصطناعي" يسرد في المقال التأسيسي الأول للسلسة خبر انتحار أحد الباحثين الشباب في مجال البيئة والاحتباس الحراري، بعد محادثات مستمرة مع روبوت الذكاء الاصطناعي إليزا - Eliza، القضية شغلت العالم من شرقه إلي غربه ، حتي غطت علي الأخبار اليومية المهمة المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية وصعود الذهب أمام الدولار وارتباك سلاسل الإمداد والتموين حول العالم وتأثر حركة السياحة العالمية بموجات التضخم، ناهيك عن أخبار الفعاليات الثقافية وأحدث الإصدارات من الكتب.
وفي باب "دراسات نقدية"
يكتب الباحث الجزائري إبراهيم المليكي مقالا بعنوان "قراءة في رواية "رُعاشُ المدينةِ/ خَشْمُ العُقاب" للروائي الأردنيِّ الدكتور عبدِ الهادي المُدَدْحَة، ليُواصِلَ من خلالها انحيازَهُ للروايةِ المكانيّة. ويقدم المليكي للمقال بحديثه عن حضور المكان في الرواية، أي رواية، وأنه يُعَدُّ أحد أهم العناصر البنائية في النص الروائي، ليس بوصفه خلفية جامدة للأحداث، بل بوصفه كيانًا دلاليًا وثقافيًا يُسهم في تشكيل الشخصيات، وتوجيه السرد، وإضفاء المعنى على التجربة الإنسانية داخل النص. فالمكان في الرواية الحديثة لم يعد مجرد إطار جغرافي أو مسرح خارجي تتحرك فيه الشخصيات، بل أصبح فاعلًا جماليًا وسيميائيًا يشارك في إنتاج الدلالة، ويتحوّل إلى ذاكرة تحمل آثار التاريخ، ووعيٍ جمعي يعكس تحولات المجتمع والثقافة.
وفي باب " حوارات ومواجهات" تحاور هبة البدري هالة حاتم رئيس الإذاعة التعليمية في حوار خاص لمصر المحروسة: نطور برامجنا لكي تناسب الجيل الحالي وتناقش فيه البدري دور الإذاعة التعليمية في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع التعليم، تتعاظم أهمية الدور الذي تلعبه بوصفها أحد أهم جسور التواصل بين المؤسسة التعليمية والمجتمع. فهي لا تقتصر على نقل المعلومة، بل تتجاوز ذلك إلى غرس القيم، وتنمية الوعي، وتقديم نموذج إعلامي يوازن بين التثقيف والترفيه الهادف. وترى أنه في وقت تتزايد فيه التحديات أمام المنظومة التعليمية، تبرز الإذاعة التعليمية كمنبر يسهم في دعم الطالب والمعلم معًا، عبر برامج نوعية تُعزِّز التفكير النقدي، وتُشجع الإبداع، وتُقرّب المناهج من الحياة اليومية.
وفي باب "مسرح" يكتب الناقد المسرحي جمال الفيشاوي عن مسرحية " الخروج" والعرض من إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة، تأليف (عدلات أغا أوغلو) ودراما تورج وأشعار (خالد توفيق) ومن إخراج ساندرا سامح.
ويرى الفيشاوي أن فكرة العرض تدور الفكرة الرئيسية للعرض حول أب (خالد رأفت) وابنته (أميرة راشد) يعيشون في قبو لبيع مبيدات الحشرات والأب يعاني من صدمات نفسية كثيرة مرت به في حياته ويخشى من العالم خارج هذا القبو، ولذا فهو يخشى على ابنته من هذا العالم، فيمنعها من الخروج خارج القبو، فيجعلها سجينة هذا العالم الضيق، لكن البنت تريد الخروج والتعرف على العالم خارج القبو، فتتمرد على والدها وتغادر القبو إلى فضاء الحرية لتكتشف أن المجهول قد يكون أكثر رحمة من سجن الحماية.
في باب "أخبار وأحداث" يكتب المحرر الثقافي عرضا لكتاب "رسالة في اللغة والمنطق".. لصادق الخواجا، حيث يرى المحرر أن الكتاب يقوم على فرضية عميقة ومبتكرة: أن اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي الكينونة ذاتها، جوهر التفكير ذاته. فهي ليست مجرد أصوات يلفظها الإنسان، بل نظام داخلي معقّد يُفعّل الذاكرة وينظّم فعل العقل ويُنتج الفكر بشكل متداخل لا انفصال فيه. من هذا المنطلق، يتابع المؤلف بتأنٍّ العلاقة بين الصوت والنطق والمعنى، ليصل إلى استنتاج مركزي مفاده أن كل فكرة هي كلمة، وكل كلمة هي فكرة، لا يمكن فصلها أو التعامل معها ككيانَيْن مستقلّيْن.
وفي باب "أطفالنا" يكتب عبده الزراع عن نتيلة راشد (ماما لبنى)، صانعة مجلة" سمير"، يقول الزراع" تعرفتُ عن قرب على ماما لبنى، فوجدتُها سيدة خلوقة، مثقفة، هادئة، واثقة من ذاتها. رأيتُ بعيني كيف كانت تدير المجلة بحبٍّ وحزمٍ في آنٍ واحد. كانت – رحمها الله – ترى في مجلة سمير ابنتها البكر. تقضي الساعات الطوال في مكتبها تُراجع مواد العدد بنفسها كلمةً كلمة، وتضع العناوين، وتعيد قراءة القصص والأشعار، وتُمعن النظر في الرسوم، تدقّق في كل تفصيلة، وتنمّقها كأنها عروس تُزفّ إلى عريسها."
وفي باب " كتب ومجلات" تكتب رابعة الختام عن رواية "بنات الرمال" للروائي مجدي يونس. وترى أنها تلعب على تيمة رواية" الأجيال" . وهي رواية موجهة للفتيان الناشئة، تتحدث عن "ثلاث نخلات" وعلاقتهن بثلاثة أجيال في أسرة واحدة، الجد والابن والحفيد، وكيف كنَّ سببا في تحسين حياتهم، وتطوير شخصياتهم. وتدور الأحداث حول الصبي سيف الذي يحاول والده أن يدربه على تولي أمور مزرعته الواسعة، فيحكي له قصة نخلاته الثلاث العجيبة الغريبة.
وترى الختام أن الرواية تنتظم ثلاثة أجيال في تتابع وتلاحق بأسلوب مشوق سلس يجمع بين الرصانة والجزالة، وبين البساطة، فمنذ ولوجك إلى عالم الرواية من أول سطر، وأنت تُسحَب سحبًا دون أن تشعر إلى عالم غريب عجيب أشبه بعالم ألف ليلة وليلة الغرائبي، تغرق فيه، ولا تخرج منه إلا مع آخر سطر في الرواية.
وكذلك تكتب أمل زيادة في باب خواطر وآراء مقالها الثابت بعنوان" كوكب تاني" الذي تكتب فيه خواطرها حول قضايا الساعة ، حيث تناقش قضايا يومية وحياتية وتتساءل ماذا لو كنا في كوكب تاني". وفي هذا المقال تكتب عن فرحة غزة بالفرح، وأنهم ليسوا مطالبين بالنزوح أو البحث عن مكان لنصب خيامهم وفقا لإرادة المحتل. وتتحدث زيادة عن أمد الحزن الذي طال كثيرا وامتلأت العيون بالدموع وجد الحزن طريقه في الملامح، وسط صمت دولي وعجز العالم، الذي يراقب ما يجري ولا يحرك ساكن. ثم تكتب عن مشاعرها حين تلقت خبر استشهاد المراسل الشاب "صالح الجعفراوي"، هذا الشاب الذي كان يوتيوبر مثله مثل أي شاب في عمره، يوثق أيامه وحياته في غزة قبل الحرب، واصل دوره في نقل وتوثيق المجازر أثناء الحرب، بكينا معه وهو يحاول المشاركة في إنقاذ المصابين أو محاولاته في إخماد النيران، شاركناه الفرحة بالمطر وإلقاء الأشعار في أوقات الهدوء النسبي الذي يخلقها وسط الرماد، وبعد بداية تنفيذ الهدنة وبدايات إيقاف الحرب بشكل نأمل أن يكون نهائي، يفجعنا برحيل مفاجئ وصادم.