مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

ثقافة x ثقافة

قراءة في كتاب الفن وسنينه للدكتور أحمد أبو تليح

2023-07-17 23:22:23 - 
قراءة في كتاب الفن وسنينه للدكتور أحمد أبو تليح
غلاف الكتاب
منبر

د.محمد فتحي عبد العال - كاتب وروائي مصري
كما عودنا الدكتور أحمد بقلمه المبدع أن يمزج بشكل ساحر بين أدب السيرة الذاتية والموضوعات الثرية التي يناقشها في كتاباته الشيقة وها نحن في هذا العمل على أعتاب عمل موسوعي باقتدار استطاع فيه الكاتب أن يضعنا على محطات فارقة من التاريخ الفني المصري بألوانه المختلفة ..تبدأ رحلة الكاتب مع السينما منذ نعومة أظافره فمع أول ريال يحصل عليه يذهب إلى سينما الفار القريبة من بلدته ليشاهد فيلم الأبطال وهذه المشاهد المبكرة وغيرها لعبت دورا كبيرا في تشكيل فكر كاتبنا ورغبته في دراسة السينما عن كثب والتخصص فيها ولما كانت من اشتراطات الالتحاق عمل بحث نقدي عن أحد الأفلام الدرامية فقد وجد صاحبنا ضالته في فيلم جزيرة الشيطان ولأول مرة يجلس الدكتور أحمد في مقعد الناقد لا مقعد المتفرج يفحص ويمحص بدقة ركائز العمل السينمائي وأسراره  ليضع أولى لبنات مشواره في عالم النقد الفني ..لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه كما يقولون  إذ أطاحت معاول المعوقات الأسرية بهذا الحلم في مهده ..ربما سكن الحلم لوهلة لكنه بقى قرينا لصاحبنا يلح عليه في كل مرة ومن هنا استمرت الرحلة التي يسجلها لنا الدكتور أحمد في عمله الموسوعي هذا ..ومن مقدمات الرحلة وبواعثها الشخصية نمضي إلى تاريخ السينما المصرية فنجد الكاتب يتحدث عن رحلة العديد من الأفلام المصرية وما ارتبط بها من قضايا كفيلم خمسة باب والذي ناقش قضايا البغاء إبان حقبة الاستعمار البريطاني في مصر وكذلك فيلم ليلة القدر والذي أوغل في العلاقة بين الأديان مما جعله في مرمى المنع بعد ثورة عام 1952 بشهور قليلة كما يتحدث الكاتب عن العلاقة الشائكة بين الدين والعلم التي تجسدت عبر فيلم الرقص مع الشيطان .. علاقة الفن بالسياسة لم تكن أيضا غائبة عن مباحث هذا الكتاب الشيق فيتعرض لتغير وجهة الأفلام المصرية وتغير مبادئها تبعا للنظام السياسي السائد فبعد ثورة 1952 أضحى سيف السينما مسلطا على فساد الملك وأعوانه إبان العهد الناصري ومع الحقبة الساداتية تبدل الوضع لتظهر أفلاما تعرض بالحقبة الناصرية وتبرز مساوئها  مثل : أحنا بتوع الأتوبيس وزائر الفجر ومن نفس المنطلق في العلاقة الوثيقة بين الفن والسياسة بين الموالاة والصدام تحدث الكاتب عن نموذج كوكب الشرق أم كلثوم التي غنت بنفس وتيرة الحماس للعهود السياسية كافة دون تفرقة ونموذج محمد فوزي المطرب الذي اتخذ رؤيته الخاصة في تجنب إقحام السياسة في الفن ونأى بجانبه عن هذا المضمار فسقط بين براثن حركة التأميم وتحول من صاحب شركة إلى موظف مهمش بها!!!.يالها من رسالة عظيمة تلك التي يحملها الفن على عاتقه ليس في تهذيب النفوس وصقلها فحسب بل وأيضا في تشكيل رؤية المجتمع ومعالجة مشاكله وقضاياه فيستعرض الكاتب ملمحين من التاريخ كان الفن فيهما سيد القرار عبر فيلمي : جعلوني مجرما وكلمة شرف حيث تغير القانون تأثرا بما طرحه الفيلمان فيما فشل فيلم عفوا أيها القانون في بلوغ مرامه في تبرير قضايا القتل المنبثقة عن الخيانة الزوجية.. بلا شك أنها رحلة خضنا غمارها معا عبر التاريخ كان فيها "جوجل مصر " أو " المكتبة المتنقلة" وهما لقبي دكتور احمد هو رباننا في الرحلة المتدفقة بين السينما والمسرح وسير صناعهما...

مساحة إعلانية