مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
محمود رمضان الطهطاوي
لماذا نقرأ ؟ . لا نستطيع أن نتصور أمة لا تقرأ .. « أمة لا تقرأ متخلفة ولا شك: ذلك أن الكتاب ليس الأنيس في الوحدة والصاحب في السفر فحسب – إنما هو الوعاء الحقيقي للنشاط الحضاري الواسع إذا تجاوز معناه هذه الصحف المكتوبة، وهو الوسيلة المثلي لنقل المعارف بين الأجيال والأمم لتكوين ما نسميه بالحضارة العالمية، وهو أخيراً – وليس آخراً-وسيلة اتصال بين البشر وتعرّف علي أراء الآخرين، لذلك اعتبر أول الاختراعات ترويجاً للإنسانية وتحقيقاً لها، اختراع الكتابة أحرفاً وكلمات ، واختراع الورقة والطباعة، واختراع الكتاب.. ولا نتجاوز الحقيقة إذا قلنا إن تاريخ البشرية لم يبدأ إلا حين ظهرت الكتابة والقراءة، فلا معرفة دون كتاب ، ولا تاريخ ولا حضارة بغيرهما . يوم قرأنا وبحثنا وطبقنا، دانت لنا الدنيا من اقصاها إلي اقصاها، يقول غوستاف لوبون في مقدمة كتابة «حضارة العرب»: «وكلما أمعنا في درس حضارة العرب وكتبهم العلمية واختراعاتهم وفنونهم ظهرت لنا حقائق جديدة وآفاق واسعة ولسرعان ما رأينا أن العرب أصحاب الفضل في معرفة القرون الوسطي لعلوم الأقدمين، وأن جامعات الغرب لم تعرف لها، مدة خمسة قرون، مورداً عليماً سوي مؤلفاتهم، وأنهم هم الذين مدنوا أوربه مادة وعقلاً أخلاقاً، وأن التاريخ لم يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه في وقت قصير وأنه لم يفقهم قوم في الابتداع الفني». ألا تكفي هذه الشهادة لندلف في جوهر/ عمق هذا السؤال: لماذا نقرأ؟ أو تكون مفتاحاً للبوابة الرئيسية لنطل في العمق، وندلف في الغرف نزيح الستائر المتراكم عليها التراب، ننزع بيوت العنكبوت الواهية التي استقرت فوق حجرات السؤال/ الجوهر، التاريخ الكامن بين طيات الوقت.
يجب أن نقرأ لنعي، لنأخذ الدرس والعبرة، ونسرع الخطي ، نقرأ لنعرف ما يدور حولنا من تقدم تقني، تكنولوجي ،نقرأ لنلحق بركب التقدم المذهل الذي يضيف كل يوم لعالم الإنسانية الجيد حتي بات أمس قديم متهالك، عفي عليه الزمن .
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
