مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

عـبد الستار سليم يكتب: المجاهدة الكبيرة "الشيماء" أخت الرسول صلي الله عليه وسلم

2024-09-22 01:05:28 - 
عـبد الستار سليم يكتب: المجاهدة الكبيرة "الشيماء" أخت الرسول صلي الله عليه وسلم
الشاعر عبد الستار سليم
منبر

هى حذافة  وقيل - جذامة - بنت الحارث بن عبد الـعُـزَّى  السعدية ، ولقبها " الشيماء " ، (الشيماء : اسم مؤنث أصله عربى ، وفى معناه الشخص  ذو علامات الجمال ، أو الشخص ذو بقع الجمال ، و الاسم قد يعنى أيضا "حسن الخلق " أو " الزهرة "  والشيماء هى التى  تمتلك  فى جسدها علامة ، أو بقعة جميلة ، يقال  موشومة ومذكّرها " أشيم " )  هى من بنى سعد بن بكر ، من قبيلة هوازن ، وهى أخت رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم)  من الرضاعة ،  شاركت فى حضانته مع أمها فهى ابنة حليمة السعدية، مرضعة النبى ( رضى الله عنها ) ، و لها شقيق يُدعَى  عبد الله ،  وكانوا يكونون أسرة  تعترف للنبيّ  بالخير والبركة التى حلت على ديارهم منذ جاءهم رضيعا ، 
وتمر السنين ، وتأتى غزوة حنين (أواخر سنة 8 من الهجرة ، وكان عمر الرسول ستين سنة ،  و كانت الشيماء فى السادسة والستين من عمرها ، فهى مولودة قبل الرسول  صلى الله عليه وسلم ) ، و غزوة " حنين " التى وقعت بين المسلمين وقبيلتى  هوازن وثقيف  ، ففيها كانت الشيماء من سبايا تلك الغزوة ، حيث وقعت الشيماء أسيرة  فى أيدى المسلمين هى وقومها  ، فكانت ضمن سبايا وأسرى الموقعة - الذين قارب  عددهم على الستة آلاف - وفى الطريق ، وهم يسوقون الأسرى بشدة ، و الشيماء  لكبر سنّها حيث لم تتحمّل متاعب الطريق ، فعمِدت إلى إخبار المسلمين بأنها أخت  رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، فقالت لهم : تعلمون والله أنى لأخت صاحبكم من الرضاعة ، (قالت هذه العبارة "صاحبكم " لأنها لم تكن قد أسلمت بعد) ،  ولكنهم لم يصدقوها ، حتى جاؤوا  بها إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) ، ولما أدخلوها على الرسول صلّى الله عليه وسلّم ، أخبرته بأنها أخته من الرضاعة ، فقالت له : يا محمد إننى أختك من  الرضاعة ( وقد كبر سنها ، وتغيرت  ملامحها )..  فطلب إليها ما يثبت ذلك  ويدل عليه ،  فأفصحت له عن العلامة التى كانت بالفعل منذ الصغر، ( وهى عضّتة فى كتف الشيماء حين كان الرسول طفلا تداعبه ، ويتوسد رجلها أو تحمله على كتفها. فقد شاركت أمها فى حضانته) ، فلما تأكد من  أنها هى ، بسط لها رداءه وأجلسها ، و قال لها سلى تُجابى ، واشفعى تُشفّعى ..!
وبشفاعتها أطلق سراح كل أسرى هوازن ، بما فيهم بجاد - أو بيجاد - وهو أحد أبناء قبيلة هوازن ، ( الذى نستطيع من خلال سرد الأحداث أنه لم يكن زوج الشيماء ، كما ورد فى  بعض الأعمال الدرامية التى أوردت ذلك - بجاد  العنيد هذا ،والذى يكره محمدا كراهة ولّدت حقدا دفينا لديه ،  كان قد أساء إلى المسلمين  إساءات بالغة ، لدرجة أن النبىّ أهدر دمه ، 
وقد كان ضمن من تشفعت لهم عند رسول الله ، فعفا عنه..!
 وبعد أن أسلمت الشيماء ( رضى الله عنها ) ، وخيّرها الرسول فى أن تظل عنده فى المدينة أو تعود إلى قومها ، واختارت أن تعود إلى قومها ،فزوّدها النبىّ ( صلى الله عليه وعلى آله  وسلم)  بالدابة والزاد والماء لترجع إلى  قومها ، وقد  فرح المسلمون بأن أسلمت الشيماء ( رضى الله عنها ) ، فأعطاها الرسول  ثلاثة أعبد ، وجارية ، وأجزل لها العطاء ، ثم ردّها إلى  قومها ، وحسُن إسلامها ، وساهمت فى الدفاع عن الإسلام  ، فى مواقع عديدة ، عند قومها ، وعند غيرهم  ..!

من سلسلة من التاريخ للشاعر والباحث / عـبد الستار سليم

مساحة إعلانية